برنامج متنوع جمع كل صيغ التواصل المتاحة، قدمته مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، لزوار رواقها بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته 29، حيث يجد الزائر محتويات قدمت في صيغة بودكاست، إلى جانب كتب توثق لتراث المدينة باحترافية كبيرة، و رسوم، وبرامج توعية، ومحتويات بطريقة برايل الموجهة إلى ضعاف البصر والمكفوفين.

خلال زيارة الرواق، عاين موقع "أحداث أنفو" سلسلة من البرامج التي تروم التعريف بالتراث بطرق مبتكرة تقوم على إشراك الأطفال واليافعين في إعادة التعرف على معالم المدينة من خلال تحفيزهم على الرسم، حيث تقوم المؤسسة بجمع هذه الرسوم في إصدارات أنيقة موجهة لأقرانهم، حيث حرص أطفال الرباط على إعادة رسم بنايات المدينة التي شيدت في القرن 20، حيث ستتحول هذه الرسوم بدورها التي تحولت لبطاقات بريدية تحمل اسم صاحبها، إلى أرشيف للأجيال القادمة .

 وقد حرصت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، على توسيع نطاق نشاطها بفتح المجال أمام أطفال تارودانت، حيث انخرطوا بدورهم في رسم أهم معالم المدينة التي تعود لفترة ما قبل الإسلام، وهو ما توج برسومات تكشف الستار عن 30 رمزا من تراث المدينة الغني على مستوى الهندسة والمعمار و العمران و الطبيعة.

ومن بين البرامج الرائدة عالميا، برنامج "أكتشف مدينتي" الذي وضعته المؤسسة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومنظمة اليونسكو، لتطوير أداة قوية تعرف متعلمي المدارس الإعدادية بالتراث، وتعزيز مكانة التراث في العمليات البيداغوجية.

المؤسسة وضعت بين يدي الزوار إصدارات توثق لأروع معالم المدينة، مع الحرص على تقديمها في صيغة قابلة للتحميل في إطار رؤيتها لرقمنة التراث بقصد توسيع دائرة التعريف به عن طريق استثمار وسائل التواصل الحديثة، حيث سيكون تراث المدينة المسجل لدى اليونسكو متاحا رفقة كل التفاصيل المعرفة به، كموقع شالة الأثري، وجدران الموحدين وقصبة الوداية ، مسجد مولاي الحسن، و ضريح محمد الخامس،و الحديقة النباتية، حي الحبوس ...

 الزربية الرباطية بدورها حاضرة داخل الرواق من خلال مجلد يوثق لظهورها الذي كان نهاية القرن 18، مع تسليط الضوء على ما تعكسه من تفاصيل مجتمعية عريقة، حيث كانت النساء تجتمع في فضاءات خاصة لنسج الزربية بشكل جماعي، مع الحرص على توريث المهارات المرتبطة بها بالأجيال المتعاقبة.