ابتكر الطبيب المغربي أمين المجهد لعبة تجمع بين التسلية والتعليم، اختار لها إسم "الفتح"، مستلهما أحداثها من السيرة النبوية، بهدف مواجهة إدمان الأطفال على الشاشات، والحفاظ على اللمة الأسرية، وتعليمهم المحطات الكبرى من السيرة.

وقال الطبيب المغربي في تصريح نشرته وكالة الأناضول: "بشكل سلس يجمع ما بين المتعة والاستفادة، أطلقت مشروعا شخصيا منزليا، ثم اقترحت اللعبة على الأصدقاء والعائلة، الذين استحسنوها، واقترحوا أن تكون مشروعا قائما بذاته، والعمل على تسويقه وتعميمه”.

وفي هذا الإطار، شكل المجهد فريق عمل يضم 3 أشخاص بتخصصات مختلفة إلى جانبه، يضم مهندس معلوميات، ومتخصص في التصميم، ومسؤول التسويق والأمور التقنية.

انخرط الفريق في عمل دؤوب لإطلاق اللعبة، لتبدأ المغامرة منذ أسابيع، انطلاقا من تأسيس شركة باسم "مناهل”، تعنى بتصميم وابتكار أصناف متعددة من الألعاب التي تستمد معالهما من الثقافة الإسلامية، بحسب المجهد.

لعبة "الفتح” تهدف إلى تقديم بديل للأطفال في مواجهة إدمان الشاشات والهواتف، خاصة أنها لعبة توفر اللمة الاجتماعية، وتجمع ما بين المتعة والاستفادة في آن واحد، فضلا عن أنها تدور حول السيرة النبوية.

تتكون اللعبة من 4 بيادق خشبية منحوتة يدويا بعمامات مغربية وأزهرية وشامية وعثمانية، وبطاقات لعب تضم أسئلة حول الأحاديث الشريفة والسيرة النبوية.

كما تتضمن أقراصا تحمل أسماء سور الحزب الـ60 في القرآن الكريم، ليكون حفظ قصار السور مجالا إضافيا لتعليم الأطفال، إضافة إلى مكعب أرقام ورايات وقاعدة ورقية برسوم لأماكن دينية تاريخية.

وتضم لعبة "الفتح” الموجهة للكبار والصغار، العديد من الفصول المشوقة.

وبشأن طريقة الاستخدام، يقول المجهد إنها تلعب فوق رقعة تمثل محطات كثيرة من السيرة، "بدءا من ولادة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة، إلى غاية الانتهاء من محطة عظيمة وهي فتح مكة (عام 630 ميلادي)، ولذلك سميت لعبة الفتح”.

وما بين المرحلتين، توجد مراحل أخرى، من بينها نزول الوحي، وحادثة الطائف، والإسراء والمعراج والغزوات الكبرى، مثل بدر و أحد، ومحطات أخرى من حياة النبي الكريم.

ويمكن الانتقال بين مراحل اللعبة بشكل مثير يغمره جو المتعة والمنافسة. وبموازاة ذلك يجيب اللاعبون على تحديات وأسئلة تتمحور حول 3 مواضيع أساسية، القرآن والأحاديث والسيرة.

وبحسب المجهد، فإن محور القرآن يضم سور الحزب الـ60، وهو ما يشكل فرصة للأطفال لحفظ ومراجعة قصار السور لهذا الحزب، بينما يضم محور الأحاديث الكثير من الأحاديث السهلة للأطفال، أما المحور الثالث فيضم أسئلة حول السيرة.

وبخصوص مكونات اللعبة، أوضح المجهد أن لعبة الفتح صناعة مغربية، وهو أمر نادر جدا في البلاد، خاصة أن أغلبية اللعب في السوق مصنوعة في الخارج.

ويضيف: "وجدنا تحديا كبيرا خلال عملية الإنتاج، ولكن أصررنا على أن تكون صناعة مغربية مئة في المئة، لتضم لمسة من الصناعة التقليدية المغربية”.

ويوضح أن جميع اللعب التي سيتم ابتكارها ستكون صناعة مغربية، وتضم لمسات من الصناعة التقليدية، تشجيعا ليد الحرفيين المغاربة.

وبخصوص سعر لعبة الفتح، فتبلغ 480 درهما (48 دولار)، ويتم التخفيض إلى 420 درهم (42 دولار) في بعض المناسبات، مثل المعرض الدولي للكتاب بالرباط، الذي أقيم ما بين 10 و19 ماي الجاري.