في الوقت الذي يستقبل المغرب دون أدنى مشكل يذكر كل الفنانين العرب، ويحضرون حتى بفرقهم الخاصة دون أن يستفيد معهم موسيقيو بلدنا الأكفاء، ويعودون سالمين غانمين لمبالغ محترمة وبالعملة الصعبة، نجد عديد بلدان عربية تضع قيودا وشروطا صارمة، للسماح بمشاركة الفنانين الأجانب، منها ضخ مبلغ محترم في صندوق نقابة البلد، وتشغيل نسبة مهمة من الموسيقيين المحليين، لاحظنا هذا في حفل بودشار سواء في مصر أو في تونس، وقد تم تداول وثيقة صادرة عن نقابة الفنانين اللبنانيين، على نطاق واسع في وسائل التواصل منذ فترة طويلة، تنص على هذا التقنين.

آخر الضحايا الفنانة المغربية أسماء الأزرق، فبعد أن تم الإعلان عن مشاركتها في حفل خاص بالمطربة التونسية الراحلة ذكرى محمد يوم سادس يونيو بالمسرح البلدي بتونس العاصمة، توصل المنظمون بمراسلة من وزارة الثقافة تضع شرطا لإقامة الحفل استبعاد الفنانة المغربية أسماء الأزرق، باعتبارها فنانة أجنبية، ولاشك أن الأمر يأتي في سياق الحملة المسعورة التي تشنها الجهات التونسية على كل ما هو مغربي، بعد أن ارتمى قيس سعيد بالكامل في أحضان حكام قصر المرادية.

ولعل هذا السلوك المشين من طرف وزارة الثقافة التونسية، يدفعنا للتساؤل عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة المغربية في إطار المعاملة بالمثل، والإسراع بسن قانون ينظم حضور الفنانين الأجانب لبلادنا، وكيفية اشتغالهم، ولعلها المناسبة الملائمة لتوحيد الصف النقابي في المغرب، ونبذ الفرقة والتشتت، قصد توحيد الجهود لإيجاد إطار قانوني ينظم دخول الفنانين الأجانب للمغرب.