فعاليات أكاديمية و حقوقية تناقش تيمة


احتضنت قاعة الندوات بقطب الدراسات في الدكتوراه التابع لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، ندوة علمية هامة تمحورت أشغالها حول موضوع "الهجرة و حقوق الإنسان" ، و ذلك صباح يوم الخميس 30 يونيو الجاري، بحضور العديد من الفعاليات الأكاديمية و الحقوقية، التي قاربت موضوع الندوة و ناقشته من زوايا متعددة.

الندوة المنظمة من طرف إجازة التميز في الديموغرافيا و الهجرة و التعدد الثقافي التابعة لكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال، بشراكة مع قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان، عرفت تقديم عدة مداخلات خلال جلستها العلمية الرئيسية التي سيرت أشغالها باقتدار الدكتورة ثورية لمبعد، و التي تم من خلالها التطرق إلى العديد من المواضيع التي تهم تقاطعات الهجرة و حقوق الإنسان،من وجهة نظر فعاليات أكاديمية و حقوقية متنوعة، لامست الموضوع من جوانب مختلفة، وخلقت أرضية سانحة للنقاش بين الحضور.

و في هذا الصدد ،أكد الدكتور محسن إدالي، المنسق البيداغوجي لمسار التميز في الديموغرافيا و الهجرة و التعدد الثقافي و رئيس قطب الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، أن تنظيم هذه الندوة العلمية تندرج ضمن النموذج الجديد للجامعة المغربية ،و أيضا في إطار فلسفة التميز التي تراهن عليها الوزارة الوصية على القطاع في مخططها الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار.

موضوع الندوة العلمية ،حسب نفس المتحدث، يكتسي أهمية بالغة في الوقت الراهن، من خلاله امتداده لأبعاد متشابكة و مركبة، سواء على المستوى الجهوي ،الوطني و أيضا على المستوى الدولي، باعتبار أهمية قضايا الهجرة و ارتباطاتها بحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات يعطي للطلبة فرصة و مساحة للتحرك في المحيط السوسيواقتصادي و المؤسساتي، بهدف إظهار مهارتهم والاحتكاك مع القضايا الراهنة التي يعيشها المجتمع، خاصة أن موضوع الندوة يحمل في طياته أبعادا جيواستراتيجية ستحمل الكثير من الإفادة إلى هؤلاء الطلبة و الطالبات.

و أضاف الدكتور إدالي، في تصريح لجريدة "أحداث أنفو" ، أن الندوة عرفت حضور العديد من الفعاليات التي أغنت بمداخلاتها النقاش، في مقدمتهم ممثل عن اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كمؤسسة تشتغل في المجال الحقوقي، و من بينها طبعا الحقوق المرتبطة بالمهاجر، أيضا مشاركة ممثل عن المنظمة غير الحكومية الإيطالية Progetto mondo  ،و هي المنظمة التي تشتغل في قضايا متعددة في مجال الهجرة ببلادنا، مع التأكيد على إعطاء الفرصة لعدد من الطلبة الذين سبقوا أن ناقشوا أطاريحهم في سلك الدكتوراه في ارتباط بموضوع الهجرة، حتى يمرروا تجربتهم و نتائج أبحاثهم في الموضوع لطلبة الإجازة في التميز.

من جهته، هنأ الدكتور محمد بالأشهب ،عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال ، اللجنة المنظمة للندوة على اختيار موضوع الهجرة و حقوق الإنسان كعنوان رئيسي لها، معتبرا أنه موضوع يستجيب لأسئلة راهنة في ارتباط بقضايا المغرب، بإعتباره من البلدان المعنية بشكل مباشر بقضايا الهجرة، سواء من خلال استقباله للمهاجرين، أو باعتباره كذلك مجالا لانطلاقهم نحو الضفة الأخرى.

و باعتبارها ممثلة لطلبة مسار التميز في الديموغرافيا و الهجرة و التعدد الثقافي، أشارت الطالبة الباحثة حسناء الشعبي إلى أن تنظيم هذه الندوة تكتسي طابع الراهنية، من خلال أبعاد متعددة ،مؤكدة على أحقية المهاجر بالتمتع بحقوقه الكونية التي تكفلها له جميع المواثيق الدولية ،خاصة أن هذه الحقوق أصبحت في الوقت الحالي تنتهك في العديد من المجالات الهجروية على الصعيد الدولي، وهي الندوة التي تشكل مناسبة لإبراز هذه الحقوق و التعريف بها.

و نوهت الطالبة الباحثة، في تصريح على هامش الندوة، باعتماد الكلية لمسار التميز و اختيار تيمة الهجرة كموضوع محوري ضمن هذه المسارات التعليمية الأساسية ،و هو المسار الذي فتح للطلبة، حسب نفس المتحدثة، آفاقا واسعة للبحث العلمي في هذا المجال المعرفي الواسع الذي يتقاطع مع عدة تخصصات علمية.