احتفاء بشهر الثرات، وفي الأنشطة التي تقوم بها وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة بالمناسبة بالعديد من أقاليم وعمالات المملكة، نظمت المديرية الجهوية للوزارة ــ قطاع الثقافة ــ بجهة سوس ماسة يوم السبت 1 مايو 2024، ندوة علمية في موضوع " ترميم سور تارودانت وتدبير المخاطر الزلزالية "، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في علوم الهندسة المدنية ترميم الآثار في شخص كل من نور الدين صادق مؤرخ وباحث، عبد الرحيم قاسو مهندس معماري، زهير بناني مهندس في الهندسة المدنية، ثم احمد بوصالح الخبير الدولي المتخصص في ترميم المباني التاريخية، مدير مركز ترميم وتوظيف التراث المعماري بالمناطق الأطلسية وما وراءها.

التظاهرة العلمية والتي حضرها الى جانب المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، الأستاذة المحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة سوس ماسة، عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي وبعض ممثلي المجتمع المدني، عرفت ومع انطلاقتها كلمة للسيد المدير الجهوي من خلالها تقدم بالشكر الجزيل للسادة الحاضرين الذين لبوا النداء لحضور الندوة لإغنائها وتنشيطها، والتي تدخل في إطار تخليد شهر الثرات لسنة 2024 والذي يمتد من 18 ابريل إلى 18 ماي، من كل سنة حيث اليوم العالمي للمباني والمواقع التاريخية عالميا، وهي مناسبة لتنظيم ندوات، محاضرات، ورشات تربوية، زيارات استكشافية ومعارض متنقلة الهدف منها التعريف الثرات الثقافي وتثمينه، وفي هذا الصدد أكد احمد أموس أستاذ بالمعهد العالي لعلوم الآثار والثرات بالرباط منشط التظاهرة العلمية على انه كان لمدينة تارودانت حظ وافر حيث الزيارة التي نظمت لجماعة تازمورت وكذا تنظيم أنشطة متعددة من بينها الملتقى العلمي، كما أشار في تقديمه إلى أن المناسبة في تنظيم الندوة العلمية بتارودانت جاءت وكما يعلم الجميع في إطار الحدث أو ما يسمى بالفاجعة التي تعرضت لها بلادنا والمتمثلة فيما أطلق عليه بزلزال الحوز حيث الكارثة التي أصابت الأطلس الكبير بما في ذلك إقليم تارودانت، مما أدى إلى تضرر العديد من المباني القديمة نتيجة الفاجعة الطبيعية، مضيفا إلى أن تنظيم مثل هذه التظاهرات يكون فرصة للخروج بالعديد من الأفكار والتصورات وما هي الرؤى التي يمكن الاشتغال وفقها والتي من خلالها يمكن وضع أهداف من اجل الاشتغال عليها من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة لذاكرة مدينة تارودانت كسور المدينة والذي يعتبر من المعالم الكبرى والتي تعتبر من المعالم القلائل التي تشهد على عظمة وعراقة مدينة تارودانت وقيمتها التاريخية والحضارية والمعمارية.

الندوة العملية عرفت أربع مداخلات جد قيمة حاول من خلالها كل من السادة المتدخلين في شخص الأستاذ الباحث والمؤرخ نور الدين صادق، عبد الرحيم قاسو، زهير بناني ثم الأستاذ احمد بوصالح، التطرق لجوانب مختلفة التي همت وتهم سور مدينة تارودانت العريق، والذي يعتبر من بين أكبر الأسوار على مستوى المملكة، حيث الجانب التاريخي والجانب المدني ثم الجانب والمعماري وصولا إلى الرؤيا الشمولية لرد الاعتبار والترميم والحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخي لمدينة تارودانت، من خلال مواضيع همت بالأساس " مظاهر تاريخية حول أسوار تارودانت "، مسلسل وطرق ترميم الأسوار التاريخية في المغرب "، " طريقة التشخيص ومقاربات من أجل التحسن الزلزالي للأسوار المتدهورة لتارودانت، وأخيرا مداخلة حول " ترميم وإعادة تأهيل أسوار تارودانت ".

أما فيما يخص المداخلات، فقد عرفت الندوة تجاوبا مع كافة العروض المقدمة ومناقشة قيمة ساهم في تنشيطها مجموعة من المتدخلين الذي أبانوا عن رغبتهم في رد الاعتبار لسور المدينة ومبانيها التاريخية، والتي تعرضت للتخريب وعدم الاهتمام وتحويل جوانب منه للتخلص من النفايات وحرقها، أضف إلى ذلك ما يتعرض لها سور المدينة حيث سرقة الياجور وفتح أبواب به دون حسيب ولا رقيب، هذا دون الحديث عن غياب المراقبة في إعادة ترميمها خاصة سور تارودانت، حيث كشف زلزال 8 شتنبر 2023 حالة الأماكن التي تم إعادة ترميها مقارنة بالواجهات الأخرى التي بقيت صامدة في وجه الكارثة الطبيعية والمعروفة بزلزال الحوز.