ماتفعله، وتحاول النجاح في فعله "الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين"، في مجال تنظيم الصحافة الرياضية، وتطهيرها من "العشوائيات" التي نبتت فيها على مرأى ومسمع منا جميعا منذ سنوات وسنوات، ودون أن يحرك أحد منا ساكنا حقيقيا، هو أمر رائع وتاريخي وعظيم.

وشخصيا، لا أعرف إن كان الزميل شحتان ومن معه، (واعتبروني ضمنهم إن أردتم فلا إشكال لدي في الأمر، بل أفخر بذلك)، سينجحون في مسعاهم، وسينالون أجر الإصابة بعد أجر الاجتهاد، لكنني متأكد من شيء أول أساسي هو أن هذه الحجرة الكبرى التي ألقيت في هاته البركة الراكدة، المسماة صحافتنا الرياضية، هي حجرة ضرورية ولابد منها.

نحن، كلنا، وجميعنا، وبدون أي استثناء، نمضي الوقت منذ سنوات عديدة في انتقاد الفوضى الموجودة في مجال الصحافة الرياضية.

وكلنا، ودون أي استثناء، نتبرم ونتأفف ونشتكي من دخول الجميع، دبا وهبا، إلى هذا المجال دون حسيب أو رقيب.

وكلنا مرة أخرى كنا نكتفي بالقول "اللهم إن هذا منكر"، ونكتفي بلعب دور "الكونسطاطاطور"، أي نعاين الخسائر، ونمضي في انتظار الخسائر المقبلة.

جاءت "الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين"، وقالت بصريح العبارة وبوضوح هو سبب كل الضجيج اليوم "إذا كنا فعلا سننظم كأس العالم 2030 فإن الصحافة الرياضية المغربية مثلما ظلت ترتكب طيلة كل هاته السنوات التي مضت، مع استثناء الفلتات النظيفة المهنية النادرة، لاتستطيع أن تكون في الموعد المونديالي".

"نيشان"، ودون لف أو دوران، لأن "القاصح"، أفضل من "الكذاب" بكثير مثلما يؤمن المغاربة منذ القديم.

لذلك لابد مما ليس منه بد، وهذه الجمعية المهنية فهمت ماعليها القيام به، وستقوم به، ولن توقفها بلاغات "حربية" مضحكة، ولن ترعبها أصوات ألفنا الاستماع إليها مجتمعة فقط حين تمس مصالحها الصغيرة التافهة.

لذلك نقولها من الآن على سبيل الإخبار: الأمر لن يتوقف عند ضبط دخول وخروج وحضور الصحافيين الرياضيين في المباريات. هذا الأمر هو آخر الهموم وأسهلها.

الآن وجب إعداد الصحافي الرياضي المغربي والصحافية الرياضية المغربية لاستقبال المونديال على أرض وطننا وهما في أفضل حال مهني.

لغات أولا، مظهرا مشرفا ثانيا، وضعية مادية واعتبارية مقبولة ثالثا، تكوينا أكاديميا مستمرا رابعا، اطلاعا كاملا على الأحداث القارية والدولية خامسا من أجل أن نكون في الموعد، ثم فهما شاملا وكاملا لمعنى استضافة تظاهرات رياضية كبرى لها صبغة أكثر من الرياضية بكثير داخل وطننا.

كيف سيتأتى ذلك؟

بسلسلة تكوين لاتتوقف رفقة الشركاء المهنيين الرصينين داخل وخارج أرض الوطن، تفتح أبوابها في وجه كل راغب وكل راغبة في تطوير نفسه ومهاراته وتمثيل بلاده تمثيلا مشرفا في "الكان"، وفي "المونديال"، وفي "الأولمبياد"، وفي بقية المحافل كلها.

من أراد الانخراط معنا في عملية الارتقاء بأنفسنا نحن جميعا، ألف مرحبا به.

من أراد البقاء صغيرا، "شغلو هداك".

المهم، العجلة دارت، وشحتان ومن معه بكتبون تاريخاً حقيقيا وهم يتطرقون لهذه المشكلة، التي قد تبدو من بعيد صغيرة، لكنها فعلا وجه جماعي مشترك لنا يجب العمل على غسله وتنظيفه بأي شكل من الأشكال.

على بركة الله إذن.