قدمت اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر، الجمعة الماضية إلى وزير القطاع، خلاصات عملها لكي يرفعها إلى الحكومة، وذلك بعد مرور 9 أشهر على تنصيبها. 

 بلاغ للوزارة الوصية أخبر الرأي العام الوطني أن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، استقبل، الجمعة بالرباط، رئيس وأعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر.

وأشار البلاغ ذاته إلى أن رئيس وأعضاء اللجنة قدموا خلاصات 9 أشهر من عمل اللجنة «بعد مشاورات مع مختلف الهيئات المهنية في مجال الصحافة والنشر». أعضائها.

تسعة أشهر من عمل هاته اللجنة يمكن اختزالها انطلاقا من رؤية خارجها، لكن من داخل الميدان ومن داخل ممارسته اليومية الصعبة في التالي: 

هناك أزمة حقيقية في قطاع الإعلام، بداية العثور على حل لها ممكنة شرط الإسراع، وعدم التأخر مزيدا من الوقت.

1- أزمة إمكانيات مادية أولا. 

2- أزمة تكوين وتكوين مستمر ثانيا.

3- أزمة وضوح رؤية في المراد من ومع وبالإعلام الوطني بمختلف تمثلاته. 

4- أزمة تدخلات عدة في مجال لا يقبل إلا تدخلا واحدا فقط لا غير، هو التدخل المهني: تدخل الميدان وأبنائه، حصريا وبشكل انفرادي يقترب من «السكوب» أو السبق الذي أصبح نادرا أو شبه المنعدم في المجال. 

5-أزمة تجديد وتطوير، وتخلص من القديم بعد شكره الشكر الجزيل الذي يستحقه جراء ونظير كل خدماته، مع فتح المجال لجيل المستقبل لكي يصنع الإعلام المغربي المرافق لزمن المونديال سنة 2030، وزمن ما بعد المونديال بطبيعة الحال. 

6-أزمة أخلاقيات غائبة، وهي أزمة حاضرة بقوة، جعلت الخلط سهلا وغير ممكن التبين بين عديد الأجناس، وبين عديد الممارسات وبين عديد المنتهكين من منتحلي الصفات للميدان ولأهله. 

7-أزمة خيبة أمل تسللت إلى نفوس العديدين من أهل هذه المهن الإعلامية، وضمنهم أناس كانوا أساتذتنا في التفاؤل، لكنهم تعبوا من تلقي الصدمات المرة بعد الأخرى، فاستكانوا لحديث الأيام الخوالي ونظم المرثيات المحزنة في حق الزمن الذي يقولون عنه، والله أعلم، إنه كان جميلا. 

8-أزمة عودة ثقة بين المتلقي (قارئا ومستمعا ومشاهدا ومتابعا) وبين وسائلنا الإعلامية كلها، إذ ضاعت هاته الثقة حقا، ولم يعد المتلقي يثق بنا، ولم نعد نحن ننظر إليه بنفس الاحترام والتقدير الذي كنا نرى به المتلقي القديم. 

9- أزمة انتهاء من أشباه المقاولات والدكاكين الصغيرة التي تنشأ فور أول خلاف بين صحافي ومؤسسة، إذ يؤسس مؤسسة أصغر يختلف فيها مع صحافي آخر يبادر إلى خلق مؤسسة أكثر صغرا، وهكذا دواليك، حتى وصلنا الآن إلى (مؤسسات) إعلامية تضم مدير النشر فقط، وحقيبته. 

10- أزمة تقوية للمقاولات الكبرى التي ستكون الحل، لا المشكل، والتي تشغل المئات من اليد العاملة اليوم في القطاع، وتستطيع إذا ما توفرت لها الإمكانيات الحقيقية المشابهة لإمكانيات الإعلام في إسبانيا والبرتغال وفرنسا وغيرها أن تشغل المزيد، وأن تفتح مجال تطوير وتنمية حقيقي للميدان وأهله. 

11- أزمة إيمان بالإعلامية المغربية والإعلامي المغربي، القادرين معا على التميز الكبير، وعلى أن يكونا أفضل من الجميع، إذ لم يعد ضروريا أن ننتظر تألقهم خارج أرض الوطن لكي نتذكر أنهم كانوا بيننا، لكنهم لم يطربوا حينا كما جرت العادة عند القوم الذين يحتقرون نظراءهم وأبناء بلادهم، ولا يثقون بهم إلا إذا قال لهم أجنبي، وإن كان أقل منهم مستوى، إنهم جيدون. 

12- أزمة انتهاء مع الأنانيات الصغيرة، ومنطق «أنا وحدي مضوي البلاد»، الذي فرخ لنا عشرات النقابات والجمعيات والرابطات والائتلافات والتنسيقيات والفدراليات وبقية المسميات، التي نعرف جميعا أنها باستثناء (جوج ولا ثلاثة) مجرد مسميات كاذبة لا أقل ولا أكثر. 

في ظرف تسعة أشهر تكتمل مرحلة الحمل عند الكائن الآدمي، ويأتي الصغير أو الصغيرة إلى الحياة. 

نتمنىأنيكونالمولودهذهالمرةمكتملامنكلالنواحي،قادراعلىالنموالسليموالكبر،والتحولبعدسنواتإلىراشدعاقلبالغ،صالحلوطنه،ولمهنته،ولكلمحيطه