مدينة الأنوار، العاصمة الثقافية للمغرب وإفريقيا.. صفات اقترنت بالعاصمة الرباط، المدينة المصنفة تراثا عالميا من قبل اليونيسكو سنة 2012،  لكونها مدينة لا تتوقف عن التطور على المستوى الحضري ‏والاجتماعي والثقافي، إلى جانب توفرها على مآثر ذات رمزية كبيرة وغنى ثراتها المادي واللامادي.. هذا التطور ليس وليد الصدفة بل هو نتاج عدد من الأوراش والإصلاحات التي يقودها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، حيث حرص جلالته على جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية.

وكان المغاربة في السابع من أكتوبر سنة 2014 على موعد مع تدشين أحد أبرز المشاريع الرائدة  التي ستساهم في صيانة وإشعاع الموروث الفني والحضاري للمملكة، فقد أشرف جلالة  الملك محمد السادس، في هذا اليوم، بالعاصمة الرباط ، مرفوقا بالأمير مولاي اسماعيل، على تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

ويعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، أكبر مؤسسة متحفية في المملكة مكرسة بشكل تام للفنون الحديثة والمعاصرة ، وأول مؤسسة عمومية تستجيب للمعايير الدولية لتنظيم المتاحف.

وقد شيدت هذه التحفة المعمارية على ثلاث طوابق، حيث تشتمل، على الخصوص، على قاعة للندوات، وفضاءات للعرض أطلقت عليها أسماء فنانين مغاربة كبار (الشعيبية طلال، جيلالي الغرباوي، مريم مزيان، أحمد الشرقاوي، فريد بلكاهية، حسن الكلاوي، آندري الباز، محمد القاسمي …)، وورشة بيداغوجية، ومختبر لترميم التحف الفنية، ومكتبة، وقاعة شرفية، وإدارة، ومقصف، وقاعة للتمريض، ومرآب.

ويضطلع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يسعى إلى تغطية تطور الإبداع المغربي في الفنون التشكيلية والمرئية من مطلع القرن العشرين إلى اليوم، بمهمة الإسهام في التعريف بالفن المعاصر والحديث، والتعريف به والحفاظ عليه والارتقاء به من خلال الترويج له لدى الجمهور الواسع المغربي والعالمي.

كما يضطلع هذا المتحف بمهام دعم إبداعات الشباب، وابتكار طرق جديدة لتوجيه وتأطير التلقي الفني، ودعم البحث العلمي في المجال الفني وتطوير الأدوات المعرفية لتاريخ الفن المغربي.

كل هاته المميزات جعلت متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتل مكانة متقدمة في خارطة المتاحف في العالم،  إلى جانب كونه فضاء حقيقيا للابتكار والتلقين من خلال مشاريع ثقافية خلاقة كفيلة بتطوير ظروف الإنتاج، وتعزيز الولوج إلى الثقافة، ولاسيما في صفوف الناشئة.