قال عالم الآثار وممثل الاتحاد الدولي لمنظمات الفنون الصخرية في شمال إفريقيا، عبد الخالق المجيدي، في محاضرة  له يوم الإثنين 15 يوليوز بعنوان "مدخل لتاريخ النقوش بالمغرب – الفنون الصخرية بالمغرب" ضمن فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي 45، أن موقع المغرب الفريد بين الصحراء الكبرى وغرب البحر المتوسط جعله منطقة تقاطع ثقافي منذ عصور ما قبل التاريخ.

وأوضح المجيدي، أن المغرب يتميز بوجود العديد من الرسومات والنقوش المحفورة أو المرسومة على الصخور التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي تعرف في علم الآثار باسم "الفنون الصخرية"، وهي جزء لا يتجزأ من منطقة الصحراء الكبرى والبحر المتوسط الغربي، ما يمثل مرآة ثقافية واجتماعية للمجتمعات القديمة في المغرب تغطي مراحل تاريخية تمتد من أواخر العصر الحجري القديم العلوي إلى العصر الحالي (حوالي 12 ألف عام)، بينما تعد الحديثة منها شهادة حية على التطور الحضاري في المغرب، حيث يمكن مشاهدة تفاصيل رائعة للمخازن الجماعية (إكودار) في مواقع غرب الأطلس مثلا، او تصاميم متقنة للمنازل والأبراج المحاطة بالأسلحة النارية.

وأوضح عالم الآثار أن الفنون الصخرية المغربية تعكس على الأقل أربعة جوانب ثقافية، تتمثل أولا في أسلوب ما قبل العصر الحجري الحديث، والذي يعد أحد أقدم الأساليب في الفن الصخري بالمغرب وإن كان نادرا وموثقا بشكل سيء، وهو يتميز برسومات صغيرة محفورة أسفل رسومات "تازينا" وتتميز أيضا بخطوطها العميقة والمصقولة.

أما الأسلوب الثاني هو "تازينا" المنسوب إلى الصيادين في العصر الحجري الحديث ويعكس وعيهم الجماعي، وتنتشر مواقع هذا الأسلوب في جميع أنحاء المنطقة الواقعة جنوب جبال الأطلس العليا، متابعا أنه يتميز بتمثيله للحيوانات البرية الضخمة كالفيلة ووحيد القرن والزرافات، بينما يدعى الأسلوب الثالث" بوفيديان"، ويعكس ثقافة رعاة الماشية في المغرب خلال العصر الحجري الحديث وبداية العصر البرونزي، و ينتشر من جبال الأطلس إلى الساقية الحمراء، وقد تضمن علامات تحيل على تدجين الأبقار والثيران.

وأخيرا الأسلوب الليبي الأمازيغي الذي يمثل ثقافة رعاة الماشية الرحل في شمال إفريقيا، الذين يعتقد أنهم أحفاد رعاة العصر الحجري الحديث وبداية العصر البرونزي.