يعد احداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحد أبرز المنجزات في عهد جلالة الملك محمد السادس, والذي يعكس مدى العناية الملكية السامية  التي تحضى بها الأمازيغية لغة وثقافة وهوية لدى جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.

ففي خطاب الذكرى الثانية لعيد العرش بتاريخ 30 يوليوز 2001، أعلن جلالته عن قرار إنشاء مؤسسة ملكية لخدمة اللغة والثقافة الأمازيغية هو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية,   وفي الخطاب الملكي الذي ألقاه في أجدير نواحي خنيفرة بتاريخ 17أكتوبر 2001 ، سيعلن عن احداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة تشتغل بجانب جلالته, وسيحدد الظهير الملكي الشريف (رقم 1 – 01 – 299) مهمة المعهد في إبداء الرأي لصاحب الجلالة حول التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها.

كما حدد الطهير الشريف الذي وقعه جلالته حينها بصفته أميرا للمؤمنين أن "المعهد يشارك بتعاون مع السلطات الحكومية والمؤسسات المعنية، في تنفيذ السياسات التي يعتمدها جلالة الملك، من أجل إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والجهوي والمحلي".

وأكد جلالته  الكلمة التي ألقاها بمناسبة تعيينه أعضاء مجلس إدارة المعهد يوم الخميس 15 ربيع الثاني 1423 الموافق 27 يونيو 2002 أنه حرص شخصيا على إرساء هياكل هاته المؤسسة التي "نريد منها أن تنهض بمهامها التربوية والثقافية والحضارية الجليلة على أكمل وجه من خلال عملها على الحفاظ على ثقافتنا الأمازيغية وتعزيز مكانتها في المجالات الثقافية والإعلامية والتربوية بوصفها ثروة وطنية ومبعث افتخار لجميع المغاربة", مذكرا أن "هذه المبادرة التاريخية بقدر ما تنبع من حرصنا على تقوية دعائم هويتنا العريقة المتميزة بتعدد روافدها ووحدة مقوماتها المرتكزة والمتجلية في قيم الإسلام والوحدة الوطنية الراسخة والالتحام الوثيق والمستمر بين العرش والشعب فإنها تندرج كذلك في إطار ما يحضى به النهوض بالأمازيغية كمكون أساسي لثقافتنا الوطنية من عناية خاصة في إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي".