أصدقاؤنا من محبي الوداد يعتبروننا متحاملين عليهم، فقط لأننا كتبنا عن حكاية الرئاسة الشرفية لرئيس فريقهم السابق سعيد الناصري التي أثارت لغطا كثيرا، واستهجانا أكثر، وهم يطالبوننا لكي نثبت لهم حسن النية، وأننا على نفس المسافة من الجميع، أن نكتب أيضا عن مشاكل رئيس الرجاء مع العدالة المغربية، ماذا و إلا فإننا "متهمون" بحب الرجاء أكثر من البقية.

طيب، لنتحدث بصراحة، ولنطرح السؤال: هل لدى بودريقة مشاكل مع العدالة المغربية؟

المرجح في الجواب هو: نعم، وإلا فإن غياب بودريقة عن أرض الوطن كل هذا الوقت أمر لم يعد أحد يصدق تبريره بالعلاجات المكثفة، مع عدم تكذيبنا للرجل فيما يقول عن هذا الغياب الذي يعرف الجميع أسبابه الحقيقية.

طيب لنواصل الحديث كعادتنا بصراحتنا التي تغضب منا المنافقين وأصحاب الكلام المداهن والذي لاطعم له، ولنطرح مجددا السؤال: هل مشاكل بودريقة مع العدالة، داخل وخارج المغرب شبيهة بمشاكل الناصري وبعيوي وشبكة الحاج بنبراهيم؟

الجواب هنا بكل صراحة ووضوح: لا.

لبودريقة مشاكل يعرفها الصحافيون المتخصصون في مجال العقار قبل هذا الوقت بوقت طويل، وهي مشاكل تجارية، (شيكات، نزاعات حول أراض، وعاء عقاري متنازع حوله، عدم تسليم شقق أو بقع، عدم الوفاء بوعود في ماكيتات العقار…) إلى آخر هذا النوع من القضايا الذي لانستخف به، ونعتبر أن القضاء يجب أن يقول قوله الفصل فيه، لكنها مشاكل لاتشبه المشاكل الأخرى.

وبمناسبة المشاكل الأخرى، نحن قلنا قبل اعتقال الناصري بوقت طويل، وقبل أن يترجم أشرف بالمودن للرأي العام المغربي ماكتبته مجلة بن يحمد "جون أفريك"، عن شبكة إسكوبار الصحراء، بأن شبهات معينة ترددها صالونات معينة هنا في الدار البيضاء والرباط وخارج الوطن لابد من القطع معها، وذلك حفاظا على صورة الوداد، وداد الأمة، الذي علمنا عنه من سبقونا أن المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي كانوا يجمعون التبرعات لاشتراء الأسلحة بجملة "ريال على الواك" التي كان يستجيب لها المغاربة في كل المدن والقرى.

هذا تاريخ لايمكن تزويره، وهذا ناد أكبر من كل محاولات التشويه التي قد تمسه أو تحلم بالمساس به.

وإذا كان لي _أنا محب الكرة بهوس_من عتاب على إخوتي في الوداد وغير الوداد، فهو عتاب الدفاع عن تشويه صورة النادي بحجة الفوز بالألقاب مهما كانت الوسيلة.

لا، هذا الأمر يليق بفرق لاتاريخ لها في بلدان لاتاريخ لها.

هنا في المغرب يجب أن تكون الوداد نظيفة، ويجب أن تكون الرجاء نظيفة، ويجب أن يكون الجيش فوق مستوى الاختلاف حوله لأنه يحمل إسما يحترمه الشعب كله، ويجب أن تكون "الكوديم"، و "الماص"، و "الفتح"، و "الكاك" وبقية البقية نظيفة، بل أنظف من النظافة ذاتها.

ذات زمن آخر، في بلد آخر، يسمى كولومبيا، راود حلم مجد كروي كاذب الرجل الذي كان يسمى بابلو إسكوبار، فبنى لفريق مدينته وهما يسمى النجاح باشتراء كل شيء في البطولة هناك.

ما الذي بقي من بابلو؟

حيوانات تائهة في مسقط رأسه وفي حديقته "هاسييندا دي نابوليس"، استقدمها في عز سكرته بالمال الكثير، وتركها بعد مقتله وهو حافي القدمين تتسول الطعام الآن من سكان المنطقة الفقراء، الذين يرثون لحال تلك الحيوانات المسكينة، أكثر من رثائهم لبارون المخدرات الذي أتى بها إلى هناك.