حرص جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، على الاهتمام بالتراث المغربي العريق والمتنوع، وتثمين مكوناته،  من خلال إحداث عدد من المؤسسات، والمشاريع والمبادرات، التي تجاوز إشعاعها حدود الوطن.  

ويعتبر إدراج فن الملحون في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية من طرف منظمة اليونيسكو في دجنبر سنة 2023، اعترافا من قبل المجتمع الدولي بالجهود التي تبذلها المملكة، تماشيا مع الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المغربي والنهوض به.

وتم إدراج هذا الموروث بحضور السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو ونائب رئيس اللجنة، سمير الدهر، ووفد هام من وزارة الثقافة والشباب والتواصل تقوده الكاتبة العامة للوزارة، سميرة ماليزي.

وحسب الملف الذي تم تقديمه أمام هيئة الترشيحات التابعة لليونيسكو فإن الملحون هو تعبير شعري-موسيقي مغربي عريق. نشأ في منطقة تافيلالت بالجنوب الشرقي للمغرب، حيث تطور في البداية داخل الزوايا في المنطقة، ثم انتشر تدريجياً ووصل إلى المراكز الحضرية الكبرى، حيث كان مرحباً به بشكل أساسي ومؤدى داخل نقابات الحرفيين في المدن العتيقة. وفقًا للمتخصصين، فإن علم أصول الكلمات للمصطلح له تفسيران محتملان. الأول يشير إلى استخدام لغة دون ملاحظة القيود النحوية. والثاني، الأكثر ترجيحا، يشير إلى المصطلح العربي "لحن” بمعنى "تكوين موسيقي”. الملحون سيكون إذن كلمة غنائية وفقًا لإنتاجة شعرية غنية للغاية تستند إلى شعرة معدة أساسا بالعربية المغربية العامية أو "الزجل”.