أصدرت  غرفة الجنايات الإبتدائية بمحكمة الإستئناف بالرباط أول  أمس الخميس في وقت متأخر من الليل حكما ابتدائيا "بالمؤبد وغرامة مليون درهم بتهم القتل العمد والتمثيل بجثة وإضرام النار عمدا في  مسكن "  في حق "المتهم"   بارتكاب  محرقة حي الرحمة بسلا التي شكلت  لغزا محيرا،  وذهب ضحيتها  ستة من أفراد عائلته شهر فبراير من سنة 2021. 
وكانت اطوار المحاكمة قد استمرت أزيد من ستة عشر جلسة ، عرفت عددا من التأجيلات بطلب من دفاع المتهم  قبل أن يقرر  رئيس الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية ، احالة الملف على المداولة واصدار الحكم الابتدائي بالمؤبد بالنظر لخطورة وبشاعة الجريمة في انتظار الطور الثاني من المحاكمة  .
وتشبت المتهم ببراءته دافعا بأنه لم يدخل المغرب منذ مدة  ، وانه تفاجأ بوقوع الجريمة، قبل أن يتم توقيفه وهو  ذاهب للشركة التي يعمل فيها من قبل فرقة امنية للحرس المدني باسبانيا ..نافيا أن يكون له نزاع حول الإرث مع أخيه الضحية. 
وأثناء استفسار هيأة المحكمة  المعني عن مضمون المكالمات الواردة عبر تطبيق "واتساب” والتي بعثها إلى ابن شقيقه من إسبانيا، والتي تفيد" رغبته في تصفية الهالكين.. "، أكد أنه "يكون مخمورا بين الفينة والأخرى ويتفوه بأقوال دون تركيز وقد يربط الاتصال بأفراد عائلته لسبهم وقذفهم" ..! 
  
وكانت مصالح الأمن الوطني قد تسلمت "المتهم المعني"  من نظيرتها الاسبانية ؛  بناء على معطيات ومعلومات دقيقة ، نتاج تحقيق معمق لأجهزة الشرطة القضائية والعلمية ومراقبة التراب الوطني  المغربية ، حيث تمكنت فرقة أمنية خاصة  من الحرس المدني   شهر ماي 2022 من توقيفه  بمنطقة  كاستيون الاسبانية في حدود مدينة   فالينسيا .
يذكر أن أول بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني حول وقوع الجريمة، أكد  أن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة كانوا قد انتقلوا لمنزل بحي الرحمة بمدينة سلا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل، قبل أن يتم اكتشاف جثت خمسة أشخاص من عائلة واحدة تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال، في حين تم نقل شخص سادس من نفس العائلة للمستشفى بعدما كان في حالة اختناق قبل أن توافيه المنية. 
وأضاف البلاغ أن المعاينات الأولية تشير إلى انعدام أية علامات بارزة للكسر على أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي يتوفر على كلبين للحراسة في سطح المنزل، حيث تواصلت عمليات المسح التقني  بمسرح الجريمة من طرف تقنيي الشرطة العلمية والتقنية وضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بغرض تجميع كل العينات البيولوجية والأدلة المادية والإفادات الضرورية لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. كما تم الإستماع لما مجموعه 245 شخص مشتبه فيه أو للإفادة  كما تم أخذ 77 عينة من مسرح الجريمة.