رُبُعُ قرنٍ من مُلْكِ محمد السادس، متَّعَهُ الله بالصحة والعافيةِ وأطال في عُمره، مُناسبَةٌ لنِقاشاتٍ حقيقية، تلامِس الوطنَ وطموحاتِه، بعيدًا عن كلام مجاري المياه التي يحترِفها المهرِّبون.

ومَهْمَا بلغَ التَّباهي، المبالغُ فيه، بالدفاعِ عن الوطنِ ومُؤسساته، فإنه سُرعانَ ما يسقطُ في امتحان الصدق.

والصِّدقُ يستحِيلُ أن يُكتَسَبَ بين عشيَّةِ وضُحاها. الصدقُ إما أن يكونَ أو لا يكون. الصدقُ لا يُكتسبُ بالتفاوضِ في الظلام.

والابتزازُ، مهما كان مُقابِلُه، لا يمكنُ، أبدًا، أن يصير، في غفلةٍ من الجميعِ، صدقا. وقائدُ الصفقةِ مُستحيلٌ أن يتحوَّلَ إلى بطل. أما المُستفيدُ منها، فَمُحالٌ أن يكون… مهما حاول أن يكون!

لِهَذا، فإن مغربَ رُبعِ قرنٍ من مُلكِ الملكِ مُحمد السادس يستحق نِقاشاتٍ أكبرَ، وأعمقَ، من التي يُحاوِل أن يسيرَ إليها بعضُ مُحترِفي الوساخة. المغربُ يستحقُّ نِقاشات في مستوى ملِكٍ رفعَ سقفَ الطموحِ عاليا.

أمَّا ما يُحاوِلُ بعضُ أصحابِ السوابِق في الابتزاز، وبعضُ أصحابِ تِجارةِ الدفاع عن الوطن بالدفع المسبق، رسْمَهُ قواعِدَ للوطنية، فليسَ إلا لَعِبًا خبيثا، هدفُهُ، الأولُ، ليس الدفاعَ عن الوطن ومؤسساته، بل تصوير الوطنِ في صورةِ البلدِ الضعيفِ الذي يتحرَّك بالهوى، والمشغول بتوافِه الأشخاص والأمور، وهذا بعيدٌ عن الحقيقةِ، وهذا ما لا يمكنُ السماحُ بهِ، وهذا ما ينبغي التصدي له، مهما بلغت وساخة وقذارة الجماعةِ التي تُحاوِل أن تُتاجر في صُكوك الوطنية، بالتهديد والابتزاز والتشهير والتهجم والبلطجة.

نِقاشات مغربِ رُبعِ قرنٍ من مُلكِ محمد السادس مَفروضٌ أن تكون في مستوى قراراته، وخطبه، وتوجيهاته، إنما هناك من يُصِرُّ، بدعوى الدفاع عن الوطن، على النزول بصورةِ البلدِ إلى الحضيض، بكلام مجاري المياه… وهذا ما لا يُمكن تجاوُزُه، فالدفاع عن الملك وعن الوطن وعن المؤسسات لا يكون بالقذارة والوساخة… ولا يكون بمُحاباةِ من يسب الملك!!!!!

وعاش الملك… دون حاجة إلى التفاوض ولا الابتزاز.