فضح اعتقال اليوتوبر متزكي في قضية حيازة مخدرات صلبة ‘‘كوكايين‘‘، والمقدم صباح اليوم أمام وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بعين السبع في الدار البيضاء بتهمة ترويج الكوكايين، ارتباط وجوه الارتزاق في الخارج به، وبطريقته المفضوحة في الابتزاز.

وجاء الاعتقال بعد عملية تفتيش قام بها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في فيلا بمنطقة بوركون، والتي كانت محور تحقيقاتها، أسفرت على العثور على لفافات كوكايين معدة للاستهلاك.

المعتقل كان يقدم نفسه على أنه خبير في ملفات العقار، وقبلها كان يقدم نفسه على أنه ممثل للجالية المغربية بإيطاليا، واستغل عدة منابر الكترونية من أجل تمرير مغالطات، تطاول فيها على مسؤولي قطاعات متداخلة في مجال العقار، ثم استعمل فيها خلطا معيبا ومقصودا للمس بصحافيين وإعلاميين وأجهزة أمنية. هذا التداعي الحر تحول إلى محرك لوجوه ‘‘كتيبة الابتزاز‘‘ التي نسجت على نفس المنوال من خلال ما تنشره من محتويات مفضوحة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سعار يكشف المستور

 بعد اعتقال متزكي، أصاب السعار أحد أبرز وجوه الابتزاز الالكتروني، المدعو جراندو الذي ما إن علم بخبر اعتقال مزوده الأول بالمعطيات والمعلومات المفضوحة والكاذبة التي يستعملها كمادة للمحتوى الذي ينشره على صفحاته، حتى خرج في حالة سعار متقدمة، في ما يشبه الرقصة الأخيرة، لكي يلعب بين الأجهزة باستعمال عبارات دغدغة المشاعر التي لم تعد تنطلي على أحد ك‘‘الشرفاء في الأجهزة‘‘، ومتوسلا في ابتزاز بئيس رجال الدولة للتدخل في أحداث يتوهمها هو فقط تتهدد استقرار البلاد.

والواقع أن طريقة المدعو جيراندو الذي ينشر فيديوهاته من كندا، تكشف ليس فقط خبث وبؤس أمثاله ومن ينسجون على شاكلته، ولكنها تسلط الضوء على الجهل العميم الذي يسيطر على عقولهم. هذه الفئة التي استطابت الارتزاق وأدمنت موارده المادية، لا تفهم أن الدولة المغربية كيان ضارب في القدم، يقوم على مؤسسات ثابتة بمرجعيات سياسية وأمنية عريقة، تشتغل على مدار الساعة على الملفات والقضايا التي تهم الوطن والمواطن أولا. 

كتيبة الارتزاق التي تتحرك خارج الوطن متوهمة أن بإمكانها المس بالدولة المغربية ومؤسساتها، تعتقد أيضا أن عدم الاكتراث لما تقدمه من محتوى على الانترنيت، مقابل استمرارها في الحصول على أرقام المتابعة، قد صنع لها حصانة تدفعها إلى الاستمرار في الابتزاز إلى ما لا نهاية. والحال أن المؤسسات الوطنية والأجهزة الساهرة على أمن المغاربة وباقي الهياكل التي تضمن استمرار الدولة، لا تأبه لما تتداوله هذه الوجوه التي وصلت اليوم إلى حالة متقدمة من التيه، بالنظر لهشاشة وخواء هذا المحتوى أولا، ولقطع الطريق على أسلوبه في الابتزاز.

Modus Operandi يفضح شبكة الابتزاز

حالة السعار التي ظهر عليها اليوتوبر الذي تلقى ضربة قاسمة من خلال اعتقال مصدره الأول في الإيحاء بمحتوى الابتزاز ‘‘متزكي‘‘، تكشف في مستوى آخر الأسلوب الموحد المعتمد من طرف كتيبة الابتزاز التي تتحرك خارج المغرب، سواء في كندا أو إيطاليا أو غيرها من دول المهجر. ويقتضي هذا الأسلوب / الطريقة، الترويج لمغالطات تستهدف أسماء وأجهزة أو قطاعات وزارية أو أمنية أو قضائية، باللعب على وتر ‘‘الشرفاء في الأجهزة‘‘ الذين يسربون أخبار ما يسمونه ‘‘فسادا‘‘ من أجل تحريك مشاعر المتابعين.

والحال أن سقوط متزكي في أيدي الأمن اليوم، يسلط الضوء على هذه العلاقة الملتبسة بين أفراد شبكة الابتزاز في الداخل والخارج، ويفضح بسهولة طريقتها البشعة في الابتزاز، التي وصلت إلى محاولة فاشلة لتأليب الأجهزة الأمنية على بعضها بطريقة بائسة إلى حد الإضحاك ولسان حاله يقول ‘‘ ‘‘طلقو ليا المصدر ديالي ولا نلاقي ليكم السلوكة‘‘.