لم يكن من السهل النبش في التراث الموسيقي الشعبي المغربي،لأنه ليس من السهولة الإمساك بجميع مسالكه الوعرة،يجب أن تكون متسلحا بآليات وأسلحة قادرة على فك شفراته. هي هكذا جميع الطبوع الموسيقية المغربية،خاصة الشعبي منها. هناك أغاني شعبية أو أهازيج قديمة جدا،كانت تتغنى بها نساؤناوبناتنا في مناسبات معروفة،لها سيافاتها التاريخية،متحصنة داخل الدواوير والمداشر والأحياء الشعبية.

الفنان مراد الأسمر استطاع أن يتلمس هذا الموروث ويصيغه في حلة جديدة،معتمدا على حسه الفني ودواخله المؤطرة بفطرته التي عايشت هذا التراث منذ طفولته بين دروب وأزقة مدينة الدار البيضاء الشعبية التي لها امتداد تراثي بالشاوية وعيوطها وسرباتها وخيولها التي عشقها واستهوته صهيلها وسروجها وعنفوان راكبيها.

كل هذا الخليط التراثي رتبه الفنان مراد الأسمر ونقحه ليعطينا من تمراثه منتوجا موسيقيا جميلا،استلهم من خلاله أهازيج غنائية اعتدنا سماعها ونحن صغار،كانت تمتعنا في الدروب والأحياءوالأعراس والمناسبات،كانت ترددها أمهاتنا وأخواتنا ونساء الحي أو الدوار، أعادها الأسمر من جديد ،في حلة ممتعة ،من خلال ألبوم غنائي سماه "لاواه". "نزولا عند رغبة اصحابي الخيالة اللي دايما كيطلبو مني نغني ليهم من تراث البادية والعديد من المحبين. كذلك عملت مجموعة من الأغاني وإليكم اليوم اغنية لاواه مستوحاة من تراث منطقة الشاوية بكلماتي الجديدة وكذلك تجديد في اللحن اتمنى ان تنال اعجابكم "