تساقط عدد من أسماء رؤساء أكبر الفرق المغربية الكروية أمر ليس سهلا، ولابسيطا، ولاهينا، ولا أمرا نعتبره عاديا ونمضي. 

دخول رئيسين سابقين للوداد وللرجاء السجن، ثم اعتقال رئيس آخر للرجاء في بلد أجنبي، هو ألمانيا، في انتظار ترحيله إلى المغرب، علامة شيء ما غير طيب نهائيا، برائحة غير زكية نهائيا في مشهدنا الكروي، ثم في مشهدنا السياسي طالما أن الرؤساء الذين وصلتهم يد القضاء ينشطون أيضا في عوالم السياسة. 

لماذا نقول إن للأمر رائحة غير زكية؟ 

لأن الرياضة، وبالتحديد الكرة مجال يهتم به الشباب بكثرة، ولانريد هنا أن نستبق أحكام القضاء والحديث عن القدوة السيئة التي يقدم تورط هؤلاء الرؤساء - إن ثبت بشكل نهائي وأصدرت فيه العدالة كلمتها الختامية وصار واقعا بقوة القانون- للشباب المغربي، ومدى تأثر هذا الأخير بهذه النماذج، لكننا نستطيع المغامرة بالقول إن رئاسة أندية الكرة في المغرب كانت في زمن آخر، هو بعيد الآن، مجال ظهور نوعين من المسيرين: واحد إبن النادي وإبن عراقة في كل شيء وابن نظافة وجدية مشهود بهما من طرف الجميع، والثاني إبن انتهازية طارئة، أو ظرف عابر معين ألقى به من العدم إلى مجال التسيير الكروي وإن لم تكن له به علاقة. 

تاريخنا المغربي يحتفظ عن النوع الأول باحترام كبير، ويحفظ أسماء الرؤساء الحقيقيين الذين عبروا مجال كرة القدم وتركوا فيه وعليه البصمة النظيفة، ويذكر بالمقابل باستياء واستهزاء كبير يوم كان ادريس البصري رئيسا لنهضة سطات، أو يوم كان الدليمي رئيسا لاتحاد سيدي قاسم، وقس عليهما من شئت وماشئت، ويتذكر المهازل التي كانت تصاحب تلك الرئاسة بسبب حظوة السياسة والمال وخوف الناس من صاحب المنصب قبل أن يغادر هذا المنصب الزائل.

لنقل إننا غادرنا تلك المرحلة اليوم، لكن البعض لازال بعقلية قديمة يحن إليها ويفرض أشياء على الكرة لاعلاقة للكرة بها، لذلك نلتقي مجددا مع هذا الإشكال الذي لايسيء لهذا الفريق أو لغريمه فقط، بل يسيء للكرة المغربية كلها، وهنا مكمن الداء الحقيقي فعلا. 

عسى هذه المحنة الجديدة التي تسقط كل هاته الرؤوس تباعا تكون درسا نستفيد منه جميعا هذه المرة…عكس المرات السابقة كلها.