في افتتاح مؤتمر المنظمة العربية للمحامين الشباب المنعقد بالمملكة الأردنية، نشر المنظمون خريطة المملكة المغربية مبتورة ومعزولة عن الصحراء. هذا الفعل تكرر لأكثر من مرة في هذه المنظمة، كما تكرر في عدة لقاءات، ومع عدة مؤسسات مما يطرح عدة أسئلة.

المنظمون في الأردن اعتبروا الأمر مجرد خطإ تقني، تم تداركه بعد احتجاج الوفد المغربي. هذا الخطأ التقني، الذي يأتي، حسب المنظمين، من أخذ الخريطة من محرك البحث غوغل، دون التحقق من صحتها.

لننطلق من حسن النية، ونعتبر الأمر خطأ تقنيا بدون خلفية سياسية أو نية استفزازية، وسنجد سؤالا بسيطا يفرض نفسه، عن مسؤولية الحكومة المغربية في هذا الأمر.

من المستبعد أن تكون للأردن نية في استفزاز المغرب، أو حركة تنفي على الساقية الحمراء ووادي الذهب مغربيتها، والموقف الأردني واضح ومعبر عنه من أعلى المستويات. هنا تبقى المسؤولية ثابتة على الجانب المغربي، الذي لم يستطع لحد الآن أن يصحح الرسومات والخرائط التي تمس بالوحدة الترابية للمملكة، الموجودة على غوغل. وقد تتبعنا كيف أن العديد من المؤسسات تنشر خريطة المغرب مبتورة اعتمادا على ما يوفره غوغل. والعديد من المؤسسات تكون إعلاناتها الموجه للمغرب تحمل الخريطة الصحيحة والشرعية للمملكة المغربية، في حين في إعلاناتها الموجه لبلدان أوروبية وغربية تكون الخريطة مبتورة. من هنا تأتي مسؤولية الحكومة المغربية للعمل على تصحيح الأمر من المنبع واعتماد خريطة مغربية حقيقية في محرك البحث غوغل وفي محركات أخرى..

في العديد من المحافل يتسرب، بين الفينة والأخرى الخطأ، وبعدها يأتي الاعتذار، وقد لا يكون هذا الاعتذار أصلا،  خصوصا لما يتعلق الأمر بجهات تكن العداء للمغرب ولوحدته الترابية. لكن، ولكي يكون هناك وضوح وفرز وقطع الشك باليقين بين الخطأ التقني والعمل المقصود، يجب أن تعمل المؤسسات المغربية على إقناع محرك أو محركات البحث على اعتماد الخريطة الرسمية والشرعية للمملكة المغربية.

لاشك أن نشر خريطة المغرب مبتورة، سواء عن طريق الخطأ التقني أو بنية مبيتة، لن يغير في شئ من مغربية الصحراء ومن وحدة المغرب الترابية، لكن بعض الممارسات قد تخلق بعض التشويش أو تفسح المجال لأعداء الوحدة الترابية  استغلال المناسبة والاصطياد في الماء العكر كما يقال.

لا يمكن إنكار نتائج العمل الديبلوماسي الذي تتبعه المملكة للدفاع عن مغربية الصحراء. كما أن الواقع يحسم في الأمر بشكل قاطع. غير أن تشويش أعداء المغرب سيبقى مستمرا، مما يقتضي اليقظة الدائمة والمواجهة المستمرة، وتحييد كل الأسباب التي ينطلق منها هؤلاء لمحاولة التشويش، أما المس بوحدة المغرب الترابية فذلك أمر مستعص، كون المملكة حسمت الأمر على الأرض منذ سنوات، والملف يأخذ مساره الصحيح على المستوى الأممي والديبلوماسي.

لا بد من الانتباه إلى أن أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهم معروفون، ومعروفة أهدافهم، سيستغلون كل صغيرة وكبيرة من أجل خلق المتاعب للمملكة، غير أن أهدافهم لن تتحقق. والمواجهة هنا يجب أن لا تغفل أي جانب من الجوانب، حتى ولو تعلق الأمر برسومات محركات البحث على الأنترنيت...