أكد أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية الشيخ المغربي، الصادق العثماني ، المقيم في البرازيل، أن 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، تميزت بالكثير من الانجازات في الميادين الثقافية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والقانونية و الدينية والتنموية.

وقال الشيخ العثماني، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"  بمناسبة تخليد الذكرى25 لعيد العرش المجيد، أن جلالة الملك  يواصل العمل بجد وحزم، من أجل إرساء دعائم دولة الحق والقانون والديمقراطية والحرية والكرامة والمساواة، مضيفا أن الخطابات الملكية التي يقدمها جلالته بمناسبة  ذكرى عيد العرش، تعالج عددا من المحاور الجوهرية التي تهم الملفات الاجتماعية والثقافية والدينية والوحدة الوطنية والتعاون على مواجهة الصعاب ودفع الأخطار التي تهدد المجتمعات البشرية؛ كالأمراض المعدية والفقر والجوع والإرهاب والكراهية والعنصرية، والتقلبات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي في العالم.

ويرأي مؤلف كتاب "تاريخ المسلمين بأمريكا الجنوبية .. العودة إلى الجذور"  أن الرؤية الملكية على امتداد ربع قرن ارتكزت على قناعات رباعية الأبعاد، همت الشأن الديني والاجتماعي  والثقافي و الاقتصادي ، وارتباطا بما هو ديني، أوضح الشيخ العثماني أن جلالة الملك  رفع شعار الإسلام الأخضر  المتمحور حول  السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب ، ترسيخا لقيم التعارف والتآزر التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.

واعتبر  العثماني، أن جلالة الملك محمد السادس سار على درب آبائه وأجداده حينما اختار أن يربط الماضي بالحاضر ومواصلة إشعاع المغرب الذي كان دائم الحضور في  إفريقيا التي لطالما استقوت بالمملكة في كثير من الأحيان لمحاربة التطرف والتشدد والغلو في الدين. وفي هذا السياق أوضح أن المكانة المرموقة التي يتمتع بها جلالة الملك لدى الشعوب الإفريقية ورؤسائها ، وموقعه الديني كأمير للمؤمنين، تعطي للشعوب المسلمة الإفريقية شحنة إيمانية قوية تنهل من النموذج المغربي القائم على الوسطية والاعتدال والتعايش والمحبة والتضامن بين بني البشر.

وقال الشيخ العثماني، أن الزيارات المتتالية لجلالة الملك إلى البلدان الإفريقية في السنوات الأخيرة، تعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب لتعاونه مع هذه البلدان، ليس فقط من الناحية الاقتصادية والسياسية ولكن أيضا من الناحية الدينية والاجتماعية، مضيفا أن  هذه الزيارات ليست موسمية، ما أعطاها طابعا ثابتا واستراتيجيا يعكس عراقة الأواصر والروابط التاريخية التي تجمع المغرب بجذوره الافريقية، لافتا الانتباه إلى أن المملكة ظلت دوما حريصة على الوفاء بواجب التضامن مع مختلف الدول الافريقية في أحلك الفترات التي مرت منها المنطقة.

وفي هذا الاتجاه، يؤكد الشيخ العثماني، الذي صدرت له عدة كتب ومقالات تحليلية تهتم بالشأن الديني، أن المغرب عندما يتوجه نحو عمقه وامتداده الافريقي، متسلحا بنموذجه الديني، الذي برهنت الأيام أنه قائم على الدعوة إلى السلام بالحكمة والموعظة الحسنة ونابذ لكل أشكال العنف والتطرف، فإنما يكون بذلك من الدول التي تساهم في إرساء الاستقرار في مناطق المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط، والساحل و إفريقيا وحتى أوروبا.

وقال أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية، أن نجاح التجربة المغربية في المجال الديني والروحي بقيادة مؤسسة إمارة المؤمنين، أضحت محط اهتمام من قبل العديد من الدول الغربية والإفريقية الإسلامية مما دفعها إلى إرسال بعثات من الأئمة للتكوين على يد علماء مغاربة، مؤكدا أن ذلك لم يكن من باب الصدفة بل هو اعتراف بالعمل الدؤوب الذي قام به جلالة الملك محمد السادس من أجل تجديد الحقل الديني بالمغرب.

وخلص الشيخ الصادق العثماني أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية إنه "خلال ال 25 سنة، رفع جلالته من علاقات الشراكة البناءة مع باقي الدول والقارات الأمريكية والأوروبية والأسيوية والإفريقية، وفق دينامية منفتحة ومتكاملة ومنسجمة" مؤكدا أن السياسة الملكية المرتكزة على تحقيق الازدهار والتنمية والسلم والسلام والوسطية والاعتدال والتعايش بين مختلف الشعوب والديانات السماوية جعلت من المملكة المغربية منارة عربية وإسلامية حقيقية.