دخل ملف المنشط الإذاعي "محمد بوصفيحة" الشهير بلقب "مومو" أطواره الأخيرة استئنافيا، بعد أن قررت غرفة الاستئناف، بعد زوال اليوم الاثنين، إدراج الملف الذي يتابع فيه "مومو" إلى جانب متهمين آخرين في ما بات يعرف بقضية (السرقة المفبركة)، في المداولة في أفق النطق بالحكم يوم 29 يوليوز الجاري.

وخلال جلسة اليوم الاثنين، التي تأتي بعد التأجيل الذي طال هذا الملف بفعل الإضراب الذي تخوضه هيئة كتابة الضبط، أكد دفاع "مومو" أن "موكله شاب تميز في مجاله"، ملتمسا له "البراءة التامة".

وأشار الدفاع إلى أن "مومو موهبة ومن حقه أن تكون محاكمته مبنية على اليقين وبتعليلات غير متناقضة بل ومنسجمة عقلا ومنطقا".

وانتقد دفاع "مومو" الحكم الابتدائي ضد محمد بوصفيحة، الذي قضى بإدانته بالحبس النافذ لمدة أربعة أشهر، مشيرا إلى أن المحكمة الابتدائية "اعتمدت على حيثيات متناقضة، وأن الحكم لا يتضمن تعليلات مقنعة، بل يتضمن فقط منطوقا سالبا للحرية'.

وقال الدفاع إن "الاتصال الذي وقعت حينه السرقة لم يكن بمقدور (مومو) قطع البت لأنه لا يتحكم فيه"، موضحا أن "تعاطفه مع مدعي السرقة على الأثير موقف محمود منبعث من أخلاقه والعلاقة التي تربطه بمستمعيه".

وأكد الدفاع أن "الخبرة على الهواتف كانت حاسمة، لأنه لا وجود لعلاقة مباشرة مع المتهم الأول (أمين) كما أن المتهم أكد أنه لا يعرف بوصفيحة شخصيا"، مضيفا أن "الخبرة المرأة على الهواتف أثبتت أن مدعي السرقة الوهمية، كان بالقرب من مقر إذاعة (هيت راديو)، بينما ادعى أنه كان بالقرب من أولاد زيان يوم الواقعة".

بدوره ذهب المحامي "يوسف الشهبي" في مرافعته إلى أنهم "لم يحصلوا على تقرير الخبرة التقنية لقراءته"، مضيفا أنهم "بعد التوصل به داخل القاعة وقراءته قراءة علمية تبين أنه لم يتضمن أي فعل يدين محمد بوصفيحة، وكان يمكن استدعاؤه كشاهد في القضية وليس متهما"، مؤكدا أن "بوصفيحة لا يمكنه أن يتحكم في العدد الكبير من المكالمات الواردة على الإذاعة، وأن الإذاعة تستقبل 100 مكالمة يتم توزيعها من قبل القسم المكلف بذلك، وهم من يرون من له قصة تستحق البث عبر الأثير، وليس المنشط الإذاعي مومو".

وفي معرض رده على ما ذهب إليه ممثل النيابة العامة من أن "اختلاق الجريمة الوهمية يدخل في إطار البحث عن المشاهدات"، إلى أن هذا المعطى "غير صحيح لأن المنشط الإذاعي له أجر ثابت وحلقاته لا تحتاج إلى مثل هذه الواقعة"، مؤكدا أن "تقرير الخبرة التقنية المجراة على الهواتف يبرئ (مومو) والمتهم الرئيسي كذلك من التهم المنسوبة إليه".

في حين ذهب المحامي الوكيلي عضو هيئة الدفاع عن المنشط الإذاعي إلى أن "مومو يخلق السعادة للمستمعين ويحفزهم عبر جوائز"، منتقدا استغلال إحدى الفضائيات للقضية، من أجل تصوير المغرب وكأنه لا أمان فيه.

وبعد الاستماع إلى الكلمة الأخيرة للمتهمين، حجزت المحكمة الملف المداولة النطق بالحكم الأسبوع القادم.

يذكر أن المحكمة الزجرية سبق أن أصدرت أحكامها بتاريخ الثلاثاء 9 أبريل المنصرم، في ملف السرقة الوهمية، التي توبع فيها المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة، وأدين بالحبس النافذ لأربعة أشهر، فيما أدانت المتهمين الآخرين بالحبس النافذ، ويتعلق الأمر بالمتهم المسمى (أمين) المدان بخمسة أشهر حبسا نافذا، وثلاثة أشهر نافذة في حق المتهم المسمى (مصطفى)، الذي استكمل عقوبته الحبسية.

وتابعت النيابة العامة محمد بوصفيحة، في حالة سراح مقابل كفالة 100 ألف درهم.