عصابات الاتجار بالكلام عن الوطن، التي تنشط في كندا وفي إيطاليا وغيرهما، أصيبت يوم الأحد الماضي بالسعار عند اعتقال أحد «الغبارة» المزودين لها بالكلام الذي يباع «لايكات» واشتراكات في الأنترنيت بمختلف مواقعه. 

مرة أخرى، ها نحن أمام الوجه الحقيقي لهؤلاء الكذبة الذين يسجلون فيديوهات الحديث مع الهاتف الواحد تلو الآخر، ليلا ونهارا، بداعي الغيرة على الوطن، فيما هم لا يغارون إلا من كل شيء طيب يحصل لنا هنا في المغرب، ويحلمون لنا عن بعد بأسوأ أنواع الكوابيس. 

لا والأدهى والأمر هو أنهم يعتقدون أنهم يعرفون واقعنا عن بعد أفضل منا، مع أننا نمضي اليوم بطوله نشرح لهم أن من يزودونهم بأكاذيب الأنترنيت من هنا ومن هناك لا يمكنهم أبدا أن يكونوا صادقين. 

وحين نقول لمناضلي «ربعدريال» الكاذبين هؤلاء: تعالوا إلى أرض الوطن وناضلوا من هنا مثل أي مغربي حر ومثل أي مغربية حر لا يخافان إلا الله، يرتعشون لأنهم أصلا حين كانوا في المغرب لم يفتحوا الأفواه إلا عند طبيب الأسنان، وكانوا يخشون ظلالهم في الوقت الذي كان فيه المناضلون الحقيقيون في السجون والمعتقلات. 

أما اليوم وقد طوى البلد صفحة الماضي، وأصبح الأقدر في المنطقة كلها ومنذ سنوات الآن على سماع الكلمة المختلفة الراغبة في الإصلاح الصادق، فإن هؤلاء الجبناء واصلوا هربهم و(النضال) عبر الهاتف النقال، مرتاحين، معتمدين على «نقل» المعلومات الكاذبة من مصادر يثبت المرة بعد الأخرى أنها مشبوهة، وأن ما يحركها حقا هو الدفاع عن مصالحها الصغيرة، لا الدفاع عن المغرب الذي لا يعني لها أي شيء. 

لنواصل الفرجة الحزينة على أقنعة الكذب هاته، وكلما سقط نصاب جديد أعدنا التذكير بها: هذا البلد وأهله، أشرف منكم أيها المحتالون.