تريد دليلا جديدا على ريادة المغرب الأمنية عالميا؟

حسنا، إليك التالي: فرنسا تعول بشكل كبير على الحموشي ورجاله لتأمين النقط الحساسة في أولمبياد باريس الذي تبدأ منافساته الكروية اليوم (حظ سعيد للسكيتيوي وأبنائه) والذي ينطلق الجمعة رسميا بحفل افتتاح على ضفاف نهر السين، وهو حفل افتتاح يقال إنه غير مسبوق في تاريخ الألعاب كلها، مادام أول حفل افتتاح يقام خارج الملعب، وعلى نهر كبير مثل نهر السين الذي يقطع العاصمة الفرنسية باريس.

رهان غير سهل، واعتراف جديد بالقدرة الأمنية المغربية المتميزة التي سبق للأشقاء في دولة قطر أن استعانوا بها في تأمين المونديال المتميز الذي احتضنته الدوحة.

لماذا نشير مجددا إلى هذا الأمر مع أننا جميعا نحن المغاربة مقتنعون به، ونلمسه يوميا على أرض الواقع؟

فقط لكي نذكر من لاذاكرة لديهم أن الأجانب يحتفون بعمل إبن البلاد ومختلف مساعديه والمشتغلين معه، وأن بعضا منا من الذين يحملون معنا الجنسية المغربية في الأوراق، ويتقاسمون معنا نفس الأوكسجين المغربي النقي والطاهر يوميا، يستكثرون علينا، نحن المغرب، هذا النجاح العالمي، ويقولون لكل فرح به، مهلل بإنجازاته "وازدتو فيه".

لا، أيها السادة، أنتم الذين تحاولون الانتقاص من أي تميز مغربي جديد في أي ميدان، لعلة يعلمها الله سبحانه وتعالى في قلوبكم. أما نحن، ففعلا نطبل ونهلل لأي إنجاز مغربي جديد في أي ميدان، كبر حجمه أم صغر، لأننا مؤمنون بأن الناجحين من بيننا يلزمهم التنويه والتشجيع باستمرار.

تماما مثلما نحن مؤمنون وبقوة أن الكسالى في مجالاتهم، والفاشلين، ومتعمدي الرسوب المتكرر عشرات المرات، لأنهم لايستطيعون تحمل كلمة "ينتقل" إلى المستوى الأعلى الموالي يستحقون الصفع يوميا على…كل جهة في أجسادهم، عساهم يستفيقون.

نعم، بلد حي بعنفوان كبير مثل المغرب يحتاج دروس النجاح من أبنائه الناجحين قدوة ونموذجا للآخرين الذين يرغبون ولايستطيعون، وللآخرين الذين لايرغبون ولايستطيعون، ومع ذلك "دايرين الزحام"، ولايتركون المكان لمن هم أفضل منهم كل في مجالاته.

ولو كان النجاح فقط في العمل بشكل يومي يستحق التنويه مقياسنا الوحيد والأوحد للحكم على الجميع، لكنا في مكان آخر غير المكان، لكننا ورثنا عادات وتقاليد معينة ليست كلها جيدة، في مقدمتها كره النجاح والناجحين، ومعها وضع أناس لايستحقون في أماكن ليست لهم.

لذلك يبدو التنويه المستمر بالمتميزين وسيلتنا الوحيدة، نحن الذين ننظر إلى الجانب المليء من الكأس باستمرار، لكي نعلن كفرنا بالفشل والفاشلين، وإيماننا المطلق أن المغرب، بلد النبوغ المغربي، هو موطن النجاح والناجحين عندما تتاح لهم الفرصة، وذلك هو المطلوب فقط.