دور العدمي والتيئيسي الحقيقي، في كل المحطات المهمة والأساسية، هو إفراغها من محتواها، وتحويل الأنظار عن هدفها السامي الحقيقي إلى نقاشات ومعارك تافهة، لا تخدم إلا معسكر التفاهة والركوب والبحث عن البوز الفارغ. 

هذا ما تعنيه بالتحديد مجددا محاولة إفراغ عملية الإحصاء الوطني من مرادها الفعلي، وتوجيه الأنظار بطريقة فجة، مفضوحة وغبية، ولا تنظر إلا من يفضحها أكثر، إلى نقاش مغلوط ولا هدف منه إطلاقا إلا الإثارة الفجة. 

استهداف رجال ونساء التعليم بذلك السباب المباشر، ووصفهم بطريقة قدحية أنهم مجرد «عطاشة» يلهثون وراء سنتيمات ودراهم إضافية، ثم اتهام الحكومة كلها اتهاما خطيرا للغاية هو «إفشال الدخول المدرسي»، مجددا هي مجرد محاولات ركوب جديدة، بعد أن انتهت المطايا أو تكاد بفضل حكمة المغرب وتعامله الرصين. 

لذلك لا يجب أن نخطئ قراءة أي خطوة الآن، ويجب أن نفهم أن معسكر التفاهة والركوب على كل شيء بدأ يفقد معاني وجوده في البلد، لذلك هو بصدد البحث عن مطية جديدة لئلا ينزل أبدا من صهوة كذب اعتلاه ويريد به استمرار «البوز» الفارغ. 

تذكروا يوم قام نفس المعسكر، معسكر التفاهة والركوب، بتهنئة منتخب جنوب إفريقيا لأنه انتصر على المنتخب الوطني المغربي في كأس إفريقيا التي دارت في الكوتديفوار. 

تذكروا أيضا يوم قال كاذبا هذا المعسكر التافه/ الراكب إنه يدافع عن نضال الأسرة التعليمية، التي يصفها اليوم بالعطاشة، ويقول لها «يلا ما عجبك حال شغلك هذاك»، وستفهمون أن من احترف الركوب يوما، لا يستطيع أن يتخلى عن هاته المهنة/ الهواية ثانية واحدة من الزمن. 

لذلك لا أهمية، ولا اهتمام. 

فقط الفرجة بحزن على هذا البؤس الذي لا يستحي، واستيعاب كل ما ينتظر الشعب لمواجهة معسكر التفاهة والركوب هذا في القادم من الأيام. 

فقط، لا غير.