اليوم نخلد الذكرى الـ71 لثورة الملك والشعب المجيدة. 

نقولها قبل الآخرين، ونقولها معهم، وسنقولها بعدهم باستمرار: ثورة الملك والشعب في المغرب ثورة مستمرة، لم تنته بانتهاء الاستعمار أو الحماية، بل دامت وتدوم بعد انتهاء الجهاد الأصغر، لكي تصنع من الجهاد الأكبر، الجهاد اليومي من أجل تنمية البلاد والعباد، سبب وجودها الأساسي، والمنبع الذي تجد فيه دوما وأبدا محفزات الاستمرار في تطوير وتجديد نفسها. 

أبدا، وعكس البعض، لم يكن لدينا أي شك أو التباس في هذه القناعة، وبقينا نردد على مسامع من يريد الإنصات إلينا أن الخير كل الخير يأتي في هذا البلد العظيم والمبارك عبر وعلى يد المؤسسة الملكية، لأن الملك في المغرب والشعب واحد، وهما معا في نفس الضفة: ضفة الدفاع عن الوطن، ضفة حب الوطن، ضفة خدمة الوطن. 

واليوم، وكل الأحداث التي تقع تؤكد ما ظلت «الأحداث المغربية» تعبر عنه من إيمان بالمغرب ملكا وشعبا، يسعدنا بعد تهنئة وطننا بالذكرى الواحدة والسبعين لهاته الثورة المجيدة، أن نخبر المتربصين، داخل وخارج الديار، من الحالمين لنا بالكوابيس، ومنتظري الأسوأ فقط، أن المغرب الذي يسير فيه الملك والشعب في نفس الضفة لن يقف ولن يتوقف. 

هذا البلد له قدر واحد ووحيد: مواصلة تنمية نفسه وناسه، تنويع شراكاته الاستراتيجية بذكاء معروف عنه يسمى منذ القديم «النبوغ المغربي»، إزالة الحصى الصغيرة من أسفل حذائه لكي يمشي بطريقة أفضل، حماية وحدته الترابية والدفاع عنها بكل قوة ودون تردد، حماية أمن مواطنيه داخليا وخارجيا، والحرص على عدم تركهم فريسة «النواعرية» هنا وهناك ممن يركبون على شعارات حقوق الإنسان، وهم أول من يخرقها ويخرق حقوق المختلفين معهم، الإيمان بأن مكان المغرب هو مع الأفضل والحرص على عدم النظر إلى الأسوأ والنماذج الحاقدة والحسودة القريبة منا جغرافيا، ثم الاعتماد بشكل كامل وتام على هذه الثورة الدائمة والمشتركة بين الملك وشعبه، وبين الشعب وملكه لمواجهة كل التحديات، كبيرها وصغيرها، بنفس نظرة التحدي المغربية المتأكدة دوما وأبدا من أمر واحد أكيد ومؤكد: هذا البلد هو الذي ينتصر في الختام، وهذا البلد هو الذي سيبقى يوم تنقضي كل الأيام، وتنتهي كل الأشياء.