لا يعرف من سقطوا سهوا على الصحافة المعنى الحقيقي لكلمة «التشهير»، لذلك استعملوها، والسلام. 

وعادة، هذه الآفة، فينا نحن المجتمع المغربي منذ القديم: يقول أحدنا كلمة قد نفهمها وقد لا نعي مغازيها، لكننا نشرع في ترديدها وكفى. 

لذلك لا بأس، في زمن يقدم فيه المغرب دروس القوة والعنفوان الدرس بعد الآخر، أن نفتح «القسم»، مجددا، وأن نشرع أبواب «صالة الدرس» قبل الدخول المدرسي الرسمي، لكي نساعد من لم يوفقهم الفهم السليم، أو من خانهم الذكاء أو التلقي من تلاميذنا وتلميذاتنا على المراجعة، عساهم يتخلصون من الكسل الذي يسبب لهم الرسوب كل مرة. 

التشهير الحقيقي هو التشهير ببلدك. 

التشهير الحقيقي هو تقديم صورة كاذبة عن وطنك، فقط لأنك لا تبدو في الإطار، وفقط لأنك خارج «البرواز». 

التشهير الحقيقي هو أن يصيبك الحول الإيديولوجي بالعمى، فتترك أسرتك الصغيرة وحياتك الشخصية، وكل الأمور المهمة حقا، لكي تتفرغ لسب مسؤولي البلد الذي تعيش فيه وتحمل جنسيته في كل البلاتوهات المضحكة اللي تناسلت في البلد كالفطر، وأصبحت حقا أكثر من الهم على القلب. 

التشهير الحقيقي هو أن تتخيل بغباء منقطع النظير أنك، أنت والمغرب (قد قد)، وأن البلد يقطع أنفاسه حين تتحدث، وأنك الشخص الذي تحدث عنه المغني وهو يقول «أنا وحدي مضوي البلاد». 

التشهير الحقيقي هو أن يبذل بلدك المجهود تلو المجهود، أن يأتيه التنويه من البعيد قبل القريب ومن الشعب ومن أصدقائه في كل مكان في العالم الفسيح، وأن تبقى أنت متلفعا في بؤسك الصغير، كارها نفسك، كارها محيطك، وطبعا كارها بلدك، حالما فقط بالكوارث والمصائب والكوابيس حد الجنون. 

التشهير الحقيقي ليس هو ذلك الذي يقول لكم الكاذبون إنهم «ضحاياه» المفترضون. 

التشهير الحقيقي يتعرض له بلد بأكمله على يد حفنة من المشهرين، صدق والله من أسماهم «النواعرية»، في الداخل والخارج، لأنه أحسن وصفهم وأجمل وأشمل. 

الجميل في الحكاية المغربية أن المغرب لا يهتم لهؤلاء ولا بكلامهم. هو سائر في طريقه، يشعر بالشفقة والرثاء على حال كل من يتصور أنه يستطيع، ولو هنيهة واحدة من الزمن، إيقاف سير ومسار ومسيرة هذا البلد العظيم. 

لذلك (رول)، فهم فعلا «ما عندهم باكاج».