أمام قلة الموارد المالية، وتحفظ القطاع البنكي عن المغامرة، تسير الجماعات الترابية نحو خيار بديل، بحثا عن التمويل لاسيما في ظل التحديات الجديدة التي يفرضها التغير المناخي.

يتعلق الأمر بطرح سندات طويلة الأمد أمام المستثمرين،وهي التجربة التي خاضتها حتى الآن كل من جماعة أكادير وجهة كلميم-وادي نون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

هذه التمويلات البديلة عادت إلى الواجهة في لقاء نظمه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤخرا بالرباط، حيث تم تسليط الضوء على برنامجه "مدن خضراء"، المخصص لتمويل مشاريع مستدامة، عبر سندات خضراء لرفع التحديات المرتبطة بالتغير المناخي وتسليط الضوء على نماذج التمويل المتاحة لدعم برامجها الاستثمارية.

مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بالمغرب، أنطوان سالي دو شو، أوضح أن برنامج "مدن خضراء" موجه للجماعات الترابية في البلدان التي ينشط بها البنك، لاسيما الجماعات والجهات، مشيرا إلى أن الهدف هو مواكبة هذه الأخيرة في تطوير برامجها الاستثمارية لمواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ والتحول الطاقي.

هذا البرنامج، الذي يتم تنفيذه في 50 مدينة عبر العالم، يعبئ تمويلا بقيمة 5 مليارات أورو مخصصة لتعزيز البنى التحتية للتنمية المستدامة، لا سيما في مجالات التنقل المستدام والإنارة العمومية والماء، يلف المتحدث ذاته.

وفيما أبدى رؤساء جماعات ترابية وجهات، حضروا هذا اللقاء اهتمامهم بهذا الخيار البديل، تم الاستماع إلى تجربتي كل من جهة كلميم واد نون ومدينة أكادير مع وصفة إصدار هذه السندات.

في هذا الإطار، قالت رئيسة مجلس جهة كلميم- واد نون، مباركة بوعيدة، إن التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يندرج في إطار تنويع مصادر التمويل من أجل معالجة إشكالية قلة الموارد المائية، مضيفة أنه تم توقيع اتفاقية قرض بقيمة 131 مليون درهم مع هذه المؤسسة المالية الأوروبية بغرض تزويد المناطق القروية بالماء وتحديث محطات معالجة المياه العادمة.

بوعيدة لفتت كذلك إلى أن هذه الشراكة لا تهدف إلى تمويل هذه المشاريع المهيكلة فحسب، بل أيضا إلى توفير مواكبة تقنية مهمة بالنظر إلى التجربة الدولية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، فضلا عن تنفيذ برنامج "مدن خضراء ذكية" التابع للبنك في الأقاليم الأربعة للجهة.

من جهته ذكل النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، مصطفى بودرقة على أن الجماعة الحضرية لأكادير كانت أول جماعة ترابية تلجأ إلى الأسواق المالية ،سندات إلزامية، لتمويل مخططها للتنمية الحضرية، موضحا أن الأمر يتعلق ببرنامج استثماري كبير بمدينة أكادير، وذي أثر ملموس على المواطنين والمدينة، التي أضحت أكثر جاذبية بفضل التدفق الكبير للسياح، مشيرا إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قام بتغطية نحو 40 في المائة من هذه السندات، أي حوالي 400 مليون درهم على مدى 10 سنوات.