تشرع القاعات السينمائية المغربية، ابتداء من يومه الأربعاء 11 شتنبر، في العروض التجارية لفيلم "على الهامش" ثاني شريط سينمائي روائي طويل للمخرجة والسيناريست جيهان البحار بعد "في بلاد العجائب".

وقد جرى، مساء الثلاثاء، تقديم الفيلم في عرض قبل أول بسينما ميغاراما البيضاء، بحضور طاقم الفيلم والإعلاميين والنقاد.

في ثاني تجربة لها في الفيلم الروائي الطويل، تقوم جيهان البحار بتمرين ليس بالسهل في الكتابة والإخراج وإدارة الممثلين، تحكي ثلاث قصص لشخصيات من الهامش تحاول أن تنعتق من سجن هذا الهامش بطرق مختلفة، فيها ما فيها من ضعف وقوة وأنانية وجشع وحب وسخاء وعطاء في وسط مليء بالعنف الجسدي والنفسي والاستغلال (البيدوفيليا وزنا المحارم وتجارة الأعضاء البشرية)، تجد لها عبر تطور الأحداث رابطا منطقيا بينها وبين مصائرها.

سعاد (ماجدولين الإدريسي) الممرضة التي تبحث أن تكون طبيبة ولو بدبلوم مزور فتقع في شرك مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية مع رفيقها عزوز (عزيز داداس) الذي من حبه لها يطاوعها في مسعاها، نعيمة (فاطمة الزهراء بناصر) المرأة التي لا تتردد في تمكين زوجها (أحمد) من أبشع النزوات (القمار والبيدوفيليا وزنا المحارم..) طمعا في حبه ورضاه بدون طائل، وكريمة / ياسمين ضحية أسرتها التي تجد الحنان الذي لم تتذوقه من أمها في حبيبها ياسر (من الهامش) الذي هو أيضا ضحية أسرته، لا يتردد في "التضحية" بكليته من أجل زراعة قلب لحبيبته بدل قلبها العليل.

ترتبط هذه الثنائيات برابط منح عضو من الجسد، لتخليص شخص آخر من المرض، أو الاتجار فيه من أجل تحقيق منفعة شخصية أو مادية لتحسين الوضع الاجتماعي والمادي. ومن خلال ذلك تفتح لنا أبواب العالم السري لتجارة الأعضاء البشرية، بما فيه من أبشع طرق الاستغلال.

تطبع جيهان البحار سردها بطابع الكوميديا السوداء، حيث تعيش الشخصيات مواقف أو أحداثا قاسية، لكن توقعها المخرجة في مواقف كوميدية ومفارقة تستطيع أن تنزع الضحك من الجمهور، كما تمزج المواقف الدرامية بأخرى كوميدية للتخفيف من حدتها وقسوتها.

اختارت جيهان البحار لتجسيد الشخصيات الرئيسية وأحداث الفيلم طاقما مكونا من ممثلين سبقها لها أن اشتغلت معهم، عزيز داداس وماجدولين الإدريسي اللذان لعبا بطولة فيلمها الروائي الطويل الأول "في بلاد العجائب"، وخليل أوباعقى وهند بنجبارة (في تجربة جديدة مع المخرجة) وفاطمة الزهراء بناصر وعبد اللطيف شوقي.

في إدارة الممثلين "اللي هزو الفيلم بحب" بتعبير المخرجة نجحت جيهان البحار في إخراج عزيز داداس من جبته التي اعتاد عليها، وإلباسه جبة أخرى أكثر هدوءا، كما نجحت في أن تعطينا ثنائيا منح أداؤه الفيلم قوة وطبعه بطابع الألم وأيضا والحب والرومانسية وأرفع درجات التضحية، هند بنجبارة في ثاني تجربة لها في المجال السينمائي بعد "رقصة الرتيلاء"، تحت إدارة المخرج ربيع الجوهري، الفيلم الذي سبق عرضه في إحدى دورات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وخليل أوباعقى الذي اكتشفه جمهور السينما في فيلم "لو كان يطيحو لحيوط" لحكيم بلعباس، وهكذا عاش الجمهور قصة حب ورومانسية في "الهامش" المظلم والعنيف.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق لفيلم "على الهامش" أن عرض في العديد من المهرجانات السينمائية وتوج بعدة جوائز، منها جائزة أحسن فيلم في مهرجان سوهو الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة الجمهور في مهرجان الفيلم المغاربي في هارلم بهولندا، وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان نابولي بإيطاليا، كما عرض في بانوراما السينما المغربية في مهرجان مراكش ، ومن المنتظر أن يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة السابعة عشر للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا التي ستجري فعالياته من 23 إلى 28 شتنبر الجاري.