بعد الترحيب بالحضور، أشار سفير خادم الحرمين الشريفين بالمغرب الدكتور سامي إلى أن هذا اللقاء هو لقاء أخوي للتعارف بين أشقاء من المملكة العربية السعودية  والمملكة المغربية ، بعيدا عن كل الرسميات والبروتوكولات والمسميات ، و أوضح انه كان مبرمجا منذ مدة طويلة أعقبت وصوله للرباط سفيرا لخادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المغربية الشقيقة، لكنه تأخر بسبب تعدد الارتباطات ، وأنه  أراد أن يتم في وقت ملائم للمدعوين وله شخصيا.  


  أكد أن حديثه للإعلاميين المغاربة الحاضرين ،هو حديث من القلب إلى القلب إلى إخوة معززين وضيوف كرام يمثلون السلطة الرابعة، بما لها من ثقل ومكانة في كل المجتمعات الحديثة والدول المتقدمة. وقال: (نعول عليكم كثيرا كشريحة متنورة، في تعزيز العلاقات الوطيدة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين بقيادتيهما الرشيدتين يحفظهما الله). وطلب من الحاضرين ألا يترددوا في التواصل مع سعادته ومع الزملاء بالسفارة في كل ما يدعم المساعي الثنائية لفائدة البلدين وخدمة مصالحهما العليا المشتركة.

 أشار لتجربته السابقة كدبلوماسي في المغرب ومساره الأكاديمي الذي توجه بالحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط. و  تطرق إلى العلاقات التاريخية الوطيدة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الشقيقة في ظل الروابط المتينة بين قيادتي البلدين والوشائج الأخوية بين الشعبين السعودي والمغربي. ووصفها بأنها علاقات نموذجية ومميزة من خلال التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين.

 على صعيد العلاقات الاقتصادية أوضح سعادة السفير ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال عام 2023 حوالي (4.4) مليار دولار ، وأنه في تصاعد مستمر.واوضح ان هناك (250) شركة سعودية تستثمر في المغرب وأهمها شركة أكوا باور العاملة في مجال الطاقات المتجددة، وحوالي (25) شركة مغربية تستثمر في السعودية. و أشار كذلك للزيارات المتبادلة المستمرة بين المسؤولين في البلدين من أجل التشاور والتنسيق وتعزيز التعاون في مختلف المجالات الثنائية ، مذكرا بالزيارات التي قام بها مؤخرا للمغرب معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية في المملكة وكذلك زيارة معالي وزير الصحة ومعالي وزير النقل.

   و تحدث سعادته عن رؤية المملكة 2030 وما يتحقق حاليا من إنجازات لفائدة الأجيال السعودية القادمة، والأثر المباشر لهذه الإنجازات الذي يعود لصالح المواطنين والمقيمين في المملكة ، مشيرا إلى قدرتها الاستثمارية الهائلة التي تمكنها من الانطلاقة نحو آفاق اقتصادية جديدة معتمدة على طاقات الشباب السعودي الذي يمثل نصف المجتمع السعودي.

كما تحدث عن مسيرة رؤية السعودية 2030 في مرحلتها الأولى التي دشنت إصلاحات اقتصادية وهيكلية في العديد من المجالات، عبر الطريق إلى تحول وطن ناضج ، حيث أصبحت النتائج ملاحظة على أرض الواقع ، لتبدأ مرحلة ثانية من النمو والفرص في تبني القطاعات الواعدة يتوسع فيها دور القطاع الاقتصادي في تحقيق الأهداف لتنمو في بيئة ممكنة وجاذبة مما يحقق تنوعاً اقتصاديا وإثراً اجتماعياً مستداماً في المرحلة الثالثة من المسيرة وأدى إلى تعزيز القطاع غير النفطي ونموه، إذ سجل عام 2023 نمواً حقيقياً يشكل نصف إجمالي الناتج المحلي.  

  أوضح ان المملكة تقدمت في العديد من المؤشرات الدولية ، وازدهرت المنشآت الصغيرة والمتوسطة ازدهاراً غير مسبوق، وواصل القطاع الصناعي منجزاته بتوطين صناعة السيارات وافتتاح أول مصنع للسيارات الكهربائية بالمملكة، ومازالت المملكة تواصل اكتشاف ثرواتها الطبيعية المعدنية حيث تم تقييم قيمة هذه الثروات المعدنية 9 ترليون ريال سعودي، كما تتواصل الجهود الهادفة إلى بناء اقتصاد أخضر يساهم في المحافظة على البيئة ويعزز استدامتها لتكوين مجتمع حيوي ينعم بجودة حياة والصحة .وفي جانب نماء ورضاء المجتمع استثمرت الجهود في تمكين القطاع الغير ربحي ونموه وتمكين الأسر السعودية من تملك مساكن، حيث أن، عدد الأسر السعودية التي تمتلك وحدة سكنية  يشكل نسبة 63.74% من السكان.  كما أشار إلى أن معدل البطالة في المملكة انخفض إلى (7.7%) عام 2023م ، من نسبة (8%) عام 2022م.


و أكد المسؤول الديبلوماسي الأول أن المملكة هي عمق للعالمين العربي والإسلامي محور يربط بين ثلاث قارات وتمر بها طرق ملاحة بحرية هي من ضمن الأكثر أهمية على مستوى العالم. كما أشار إلى ان رؤية المملكة 2023 تستند كذلك على قيم متجذرة في وجدان المجتمع السعودي، ومن هذا المنطلق كرست المملكة قدراتها وجهودها في خدمة ضيوف الرحمن وفتحت أبوابها للعالم لتشارك معهم ثقافتها العريقة وتحتفي بالضيوف وترحب بهم. وقد بلغ عدد المعتمرين في العام المنصرم (13.56) مليون معتمر.