وسط جموع حاشدة من ساكنة سلا وزوارها ، وتحت شعار "معرفة بالذات و  الوعي بالثراث لاكتشاف ثراء الحضارة المغربية"، انطلق من جديد حفل استعراض  موكب الشموع بسلا العتيقة  زوال يومه الأحد 15 شتنبر الجاري الموافق ل 11 ربيع الأول من السنة  الهجرية 1446 ؛ والذي دأب على تنظيمه شرفاء الزاوية الحسونية؛يوما قبل حلول ذكرى عيد المولد النبي الشريف واحتفاء بهذا اليوم العظيم لذى الأمة الإسلامية قاطبة.

من  باب الخميس ، كانت انطلاقة الموكب  وسط هتاف الجمهور والزغاريد، حيث شاركت  كما هي العادة مختلف الفرق الثراثية والفلكلورية من كناوة ؛ وطقطوقة؛ وأحواش؛ و أفارقة؛وحمادشة ؛عيساوة وغيرهم من الألوان الفنية الأصيلة التي تزخر بها بلادنا..

و توج الموكب بتقديم مقاطع من رقصات الشموع ال12،  أمام المنصة الرسمية بساحة الشهداء،  بحضور عامل المدينة وعمدتها ورئيس مجلس العمالة و عدد من المنتخبين والشخصيات المدنية والأمنية والديبلوماسية..قبل مواصلة الاستعراض عبر أسوار المدينة العتيقة في اتجاه الزاوية الحسونية.

ودأبت مدينة سلا على الإحتفاء بهذه الذكرى بتنظيم موكب "الشموع" التي تعلق بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى المولد النبوي، حيث تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها عائلة بلكبير من أجل صناعتها من جديد.

وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بالأبيض والمذوق بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.

ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك المغربي أحمد المنصور الذهبي، الذي كان تأثر، خلال زيارته إلى إسطنبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع، وعندما تسلم مقاليد الحكم بعد معركة وادي المخازن استدعى صناع فاس (شمال) ومراكش (جنوب) وسلا، قصد صنع هذه الهياكل الشمعية، فتم الاحتفال، لأول مرة، بعيد المولد النبوي الشريف في المغرب سنة 986 هـ.وكان للولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون قدر ومكانة عند السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي اقتطعه بقعة اختط بها زوايته ودار سكناه.وقد عرف هذا الولي (من 920هـ /  1515م حتى 1013هـ / 1604 م بسلا) بكونه رجل علم وتصوف، حيث جمع بين علوم الظاهر والباطن حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية.