أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، رفضها مبدأ الاعتماد على مكاتب الدراسات لحل التحديات التي تواجهها البلاد.

المنصوري، التي كانت تتحدث في افتتاح فعاليات الجامعة الصيفية للبام، المنظمة تحت شعار "تعاقد متجدد من أجل الكرامة والأمل"، أشارت إلى أن الحزب يعتمد على آراء المواطنين في صياغة الحلول، ويفضل، منذ تأسيسه، التواصل المباشر مع المواطنين لمعرفة آرائهم.

وبعدما أكدت أن المغرب يضم العديد من الكفاءات والشباب المتفانيين في خدمة الوطن، حذرت المنصوري من خطر أزمة الثقة التي تعاني منها البلاد، مبرزة أن أسباب هذه الأزمة قد تعود إلى الخطاب السياسي غير الواقعي أو بعض الممارسات، مما يزيد من الهوة بين المؤسسات والمواطنين.

وفي الشأن الحزبي، دافعت المنصوري، عن قرار تجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي، مؤكدة أن القرار تم في أعقاب تقديم شكايات تشكك في الذمة الأخلاقية للمعني بالامر، موضحة أنه "إذا كانت الذمة الأخلاقية لأحد الأشخاص مشكوك فيها بمجموعة من الأمور تجمد عضويته ويحال على لجنة الأخلاقيات”.

وبعدما اكدت انها لا تتهم أبو الغالي بالنصب، بل فقط توصلت بشكايات ووثائق إذا تفجرت ستضر بالقيادة الجماعية، اوضحت ان دورها كمنسقة لقيادة الحزب فرض عليها أن تخبر المكتب السياسي الذي قرر بالإجماع التجميد والإحالة على الهيئة المختصة، مشددة على أنها اذا توصلت بأي شكاية تشكك في الذمة الأخلاقية لأحد المناضلين ستحيلها على المكتب السياسي للحسم فيها، اذا لم يستطع الشخص المعني اقناعها من سلامة موقفه وبراءته من المنسوب إليه.

وفي هذا السياق، شددت ذات المتحدثة على أن المكتب السياسي للحزب ليس محكمة ولن يكون أبدا محكمة”، مدافعة على ميثاق الأخلاقيات بالحزب، قائلة أن المغاربة يطالبون بتطهير وتنقية الأحزاب، وأن هذه المطلب ينبغي ألا يظل حبرا على ورق، بل يجب تفعيله على اساس وثيقة واضحة تحترم القوانين والأخلاق والقيم.

مضيفة "نحن لسنا شرطة لنعرف من يتاجر بالمخدرات أو غيرها، بل حزب مفتوح بوجه الجميع، وإذا كان هناك من ذمته الأخلاقية مشكوك فيها تجمد عضويته، ومن صدر بحقه حكم نهائي يخرج من الحزب”.

المتحدثة ذاتها نفت  في هذا السياق، ما يثار حول علاقاتها بالجهات العليا، وما يروج عن أنها تتحدث باسم "الفوق"، قائلة: "إذا كان المقصود بـ'الفوق' هو الله، فأنا مؤمنة وأفتخر بانتمائي لهذا الفوق".

في لقائها ضمن الجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة في بوزنيقة، أكدت المنصوري: "إيماني بالله قوي، وأربي أولادي على تعاليم الإسلام، وأنا بنت عائلة متدينة وصالحة... أما إذا كان المقصود بالفوق هو جلالة الملك، فأنا أتشرف بالاسترشاد بخطاباته ورسائله، فهو يوجهنا بموجب الدستور، وهذا شيء أفتخر به".

وتابعت المنصوري قائلة: "كلما كانت امرأة في الساحة، يحاولون الإيحاء بأنها مُسيَّرة من قبل شخص آخر، وكأننا خلقنا بلا عقل. لا يعتمد على الآخر إلا من يفتقر للثقة في نفسه. مواقفي واضحة، وأنا أدافع عنها بكل قوة، ولن أخون ثقة المواطنين أو الملك. ومن أراد التحدث فليتحدث".

وبخصوص احداث الفنيدق، شددت فاطمة الزهراء المنصوري، على رفض تحميل مسؤولية "الحريك الجماعي" نحو سبتة على أطراف خارجية، مؤكدة أن الهجرة السرية، حتى وإن كانت تتعلق بشخص واحد فقط، لا ينبغي أن تكون مبرراً للاختباء خلف أعداء الوطن.

وفي هذا السياق،أشارت المنصوري إلى أن هناك جهات على وسائل التواصل الاجتماعي تحاول استغلال ضعف الثقة وتقديم صورة قاتمة عن البلاد، مما يدفع بعض الشباب، الذين فقدوا الأمل، إلى رؤية المستقبل بشكل سلبي.

وبعدما اعترفت أن الشباب الذين يغامرون بالهجرة يعانون من الخوف والإحباط، أضافت أن الحكومة عملت على إيجاد حلول، لكن تراكمات السنوات السابقة وغياب سياسة شبابية فعالة أدت إلى مشاكل حقيقية.

من جهة اخرى، أبدت المنصوري، استياءها من استمرار عبد الإله بنكيران، الامين العام لحزب العدالة والتنمية، في مهاجمة قيادات حزبها بشكل شخصي بدلاً من التركيز على الأفكار والسياسات.

مشددة على أن بعض الأشخاص وصلوا إلى مناصبهم باستخدام شعارات مكافحة الفساد، لكنها تعتبر أن هذه المعركة ضد الفساد لم تكن فعالة، في إشارة إلى شعارات حزب العدالة والتنمية خلال الحملات الانتخابية.