عذرا أيها السادة المصطفون على الجانبين معا: نحن مصطفون مع و على قلب رجل واحد، دمه مغربي، وعرقه مغربي، ونبض الحياة فيه مغربي، وإسمه الذي يعرف به بين الأمم ويفاخرها بفضله هو : المغربي. 

لسنا إيرانيين ولا مع حزب الله ولا مع حماس ولا مع الليكود ولا مع الحشد الشعبي ولا مع الجهاد الإسلامي، ولانستطيع أبدا أن نكون كذلك. 

ولسنا منتمين لأي دولة أخرى من الدول التي تملأ عالمنا الفسيح، غير هذه الدولة. 

لذلك يبدو لنا الاصطفاف الغبي مع الأجنبي فعلا خادشا لحياء "تمغربيت" فينا. 

نعم، نفهم الأهواء المختلفة، وندرك أن من بيننا من لايستطيع وطننا أن يملأ عينيه، وقلبه، وكل المسام منه، لذلك يسلم قياد الانصياع، كل مرة، لأجنبي جديد. 

تراه منبهرا بهذا اليوم، ومندهشا لحال الآخر غدا، ومفتونا مفتتنا راغبا في الانتساب لبقية البقية، والانتماء إليهم في أيام باقية. 

لكننا نحن…مغاربة "وصافي". 

هل هو عيب؟ 

لا أدري. 

كل ما أعرفه، وكل مانعرفه هو أن البعض اليوم في لعبة الاصطفاف الغبية مع الأجنبي يريد أن يفرض علينا التفرقة الشهيرة إياها مجددا: (حنا) مقابل (هوما).

هذه القسمة الضيزى لاتعنينا، نحن المغاربة، لا من قريب ولا من بعيد. 

نحن مع وطننا، ونحن مع دولتنا، ونحن مع بلدنا، و "صافي". 

ونقولها بكل اقتناع: يحق للآخرين أن يرتزقوا عند الأجنبي، ويحق لهم أن ينسوا المغرب متى شاؤوا ذلك، وأن يصبحوا ناطقين باسم الأجانب على اختلاف فصائلهم، ومللهم، ونحلهم. لكننا نحن نعتبر أنه لايحق لنا أن نتحدث إلا اللغة المغربية، باسم المغرب أولا، وباسم المغرب أخيرًا وآخرا، وباسم المغرب حتى انتهاء كل الأيام. 

هي حكاية اختيارات ومسارات وقناعات. وهي حكاية قدر حياتي لكل واحد منا. 

لذلك، وحين اللحظات الجسام والمراحل الفاصلة في تاريخ الناس، نتذكر شيئا واحدا فقط: مصلحة المغرب، والبقية كلها دون أي استثناء لاتهم، أو في أحسن الأحوال تبقى ثانوية وهامشية وفي درجة ثانية أو ثالثة أو عاشرة، مقابل مصلحة المغرب. 

هل هو أمر عجب؟ 

ربما يعتبره المستلبون من بيننا، بالشرق تارة، والغرب تارة أخرى كذلك. 

لكننا نحن المغاربة الذين لاننتمي إلا للمغرب نعتبره القاعدة الأساسية للعيش، والمحرك الطبيعي للحياة، وأصل الأشياء وابتداءها والانتهاء. 

لذلك رجاء، كفوا عن مطالبة المغاربة بحمل الجنسيات المختلفة كلما دقت طبول حرب جديدة في أي مكان بعيد عنا. ذلك أننا لن نحمل إلا هذه الجنسية، ولن نخوض أي حرب غير حروب بلدنا، وهي كلها حروب لأجل بلدنا، فقط، لاغير. 

هل وصلت الرسالة؟ 

"واش وصلات البرية، بالمغربية تاعرابت"؟ 

نتمنى ذلك، وإلا لجأنا لخدمة الترجمة الفورية إلى الفارسية وعربية المشرق وبقية اللغات، لكي يفهمنا المنتسبون قسرا إلى بلدان لاتعرفهم أصلا، لكنهم بها منبهرون، ولها تابعون، ونتمنى أن تكون هاته التبعية "فابور" ودون مقابل، وبسبب الغباء والبلادة، لا بسبب سيادة منطق "من يدفع أكثر". 

إنتهى، أو مثلما نقول بلغتنا المغربية الأم: سالينا.