دخلت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على الخط في الأزمة الدائرة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، معتبرة المشكل الحقيقي بين الطرفين لا يكمن في السنة السابعة وإنما في نظام التكوين ومناهجه وبرامجه التقليدية المتقادمة، مؤكدة أن مواقف الطلبة مشروعة للدفاع عن استكمال دراستهم حتى السنة السابعة ومن منطلق التأهيل الكامل لتحمل المسؤولية الطبية والمهنية والأخلاقية اتجاه المرضى، واتجاه المجتمع بعيدا عن ثقافة وسياسة ( الكوكوت ــ مينوت )، وإنجاح التكوين الأكاديمي في الطب لضمان الأمن الصحي وأمن وسلامة المرضى.

شبكة الدفاع عن الحق في الصحة قبل تقديمها الحلول لفك الأزمة بين طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، أكدت على عدم نسيان المغرب بكونه سباقا في تكوين أطر وكفاءات طبية عالية مشهود لها على المستوى الدولي والقاري الحاصلة على الشهادات المهنية والمرموقة في مجال الرعاية الصحية وشهادات الاعتماد في المجال الطبي على مستوى العالم، لا يزال عدد منهم يزاول مهنة التدريس بكليات الطب بالقطاعين العام والخاص بالمغرب وخارج الوطن في جامعات دولية مرموقة، ويتحملون اليوم مسؤولية تكوين 25 ألف طالب في الطب والصيدلة وطب الأسنان، تتواصل احتجاجاتهم في غياب محاور حقيقي لإيقاف نزيف هدر الزمن الجامعي والتحصيل العلمي في الطب.

الشبكة كشفت عن حلولها للأزمة بين الطرفين بالدعوة إلى تنظيم حوار فعال مع ممثلي الطلبة الأطباء بحضور ممثلي الأساتذة الأطباء ومدراء كليات الطب قصد التوافق على مخرجات للأزمة وبلورة اتفاق رسمي يتضمن المبادئ العامة وإلغاء المتابعات القضائية في حق الطلبة والقطع مع أساليب العنف والقمع والترهيب في حق من سيتحمل مسؤولية الرعاية الصحية للجميع والتخفيف من آلام المرضى وعلاجهم وإنقاذ حياة الأرواح.

الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أقرت بضرورة الحفاظ على مدة التكوين في 7 سنوات بمجموع ساعات التكوين 4500 ساعة تضمن كفاءة الطبيب المغربي والجودة للمريض والانكباب على الطرق المتقادمة للتكوين وخاصة، وإجراء امتحان التخرج للوحدات الذي يظل الشغل الشاغل للطبيب، ويساهم في تعطيل تخرجه لسنة أو أكثر بعد السبع سنوات، ناهيك على الزمن المخصص لتهيئ الدكتوراه والذي يتطلب أكثر من سنة. 

بلاغ الشبكة شدد على مراجعة نظام وبرامج التكوين وتصحيح الاختلالات بإشراك الأساتذة الأطباء في بناء مشروع إصلاحي شامل قصد لتطوير وتجويد برامج التكوين بكليات الطب والصيدلة وجراحة الأسنان، وفق منهجية علمية متكاملة تجمع بين دراسة العلوم الطبية والسريرية والعلوم الإنسانية وتشجيع البحث العلمي وتأخذ بعين الاعتبار التكنولوجيا الطبية والجيل الربع للطب 4.0 والرقمنة والروبوتيك والتشبيك والذكاء الاصطناعي، يشير البلاغ إلى ضرورة تمكين الطبيب المغربي من الحصول على تعليم شامل في مجال الطب من خلال التركيز على الجودة الموجهة نحو المريض ونموذج التعليم القائم على حل المشكلات الطبية وبالمحاكات في الطب الحديث بتوفير مختبرات للمهارات السريرية، وتشجيع البحث العلمي والحفاظ على الصحة العمومية.

يضيف بلاغ الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى أهمية التفكير الجدي في ربط كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية قصد تحقيق التجانس، حتى لا تبقى معلقة بين قطاعين وزارين، والجميع أمام تجارب ناجحة في وصاية وزارة الصحة على معاهد وكليات تكوين الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان ومهن التمريض والقبالة والتقنيات الصحية مع ضرورة تدبير المستشفيات كمعاهد الهندسة على غرار العديد من الدول.