أكدت قيادات للشبيبات الحزبية المشاركة في لقاء حواري بسلا، على أهمية مضامين الخطاب الملكي الافتتاحي للدورة التشريعية البرلمانية ، حول قضية الوحدة الترابية التي حققت نجاحات واختراقات نوعية وتنموية و ضرورة إعطاء الأولوية للديبلوماسية الموازية المنظمة والمبنية على الخبرة العميقة والدقيقة بملف الصحراء المغربية بعيدا عن التطفل والحسابات الضيقة ، والمزايدات السياسية ، مسجلين بمداد الفخر هذه المقاربة التشاركية الوطنية لإحداث التغيير والدفع القوي بمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لطي هذا الملف المفتعل .

وفي هذا الباب تم الوقوف على مساهمة الشبيبات الحزبية منذ سنوات ( الشبيبة الإتحادية والإشتراكية والإستقلالية وحشد سابقا ) في عدد من المنظمات الشبيبية الدولية في مواجهة الطرح الانفصالي ، وما تم تحقيقه من إنجازات في هذا المجال كلل بطرد الكيان الانفصالي من المؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للشباب ومهرجان «اليوزي"، إضافة للحضور بشبكة مينا لاتينا التي تضم شبيبات اشتراكية من شمال أفريقيا واميريكا اللاتينية والشرق الاوسط ..هذا دون إغفال ما قدمته باقي الشبيبات من جهود في هذا الباب.

وفي هذا السياق يعتزم حزب الاتحاد الاشتراكي استضافة ، ملتقيات دولية للأمية الاشتراكية دجنبر القادم بالمغرب، وبدورها الشبيبة الاشتراكية تحضر لملتقى مغاربي تحضره وفود من تونس، ليبيا وموريتانيا تصل عبر معبر الكركرات ، حيث ستكون قضايا الوحدة الترابية والسلم والتنمية والتعاون من بين قضايا النقاش خلال هذه الملتقيات..

على مستوى آخر ركز بشكل كبير ممثلو وممثلات شبيبات الأحزاب ضمن الثلاثي الحكومي ( شبيبة الأصالة والمعاصرة والشبيبة الاستقلالية في غياب ممثل شبيبة الأحرار ) خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني مساء الاثنين14 اكتوبر الجاري بسلا تحت شعار " شباب يساهمون.. شباب يتحاورون" ، أكدوا على إنجازات وحصيلة الحكومة في السنوات الثلاث من ولايتها الحالية على مستوى تطوير البنية التحتية و التجهيزات العامة والتي تسارعت بمناسبة تنظيم المغرب للكاف ومشاركته في تنظيم المونديال وما يوفره ذلك من مناصب شغل للشباب ..مسلطين الضوء من منظور تراكمي وبعيدا عن منطق التراشق الحزبي أو تبادل الاتهامات، على المجهود الكبير الذي بدلته الحكومة ، في تنزيل أسس الدولة الإجتماعية عبر برامج الحماية الإجتماعية والتغطية الصحية والعناية بأوضاع الطبقة العاملة من خلال تحسين الأجور بالأساس..رغم السياق العام غير المساعد من قساوة التغيرات المناخية وجائحة كوفيد وتاثيرات حرب روسيا - اوكرانيا على الانتاج الطاقي..

وعكس هذا الرأي ، أشار ممثلو/ات شبيبات الأحزاب المصطفة في المعارضة ( شبيبة اتحادية واشتراكية وشبيبة العدالة والتنمية) أشاروا الى الوضع المزري للشباب المغربي الذي يعاني من بطالة بنيوية تتمدد من سنة لأخرى ، لعل من أكبر تجلياتها محاولة الهجرة السرية للضفة الأخرى التي شهدتها الفنيدق وما خلفته من ضحايا ومظاهر لفقدان الأمل..

وتساءل في هذا الباب ممثل الشبيبة الاتحادية عن مصير آلاف المناصب التي وعدت بها الحكومة بعيدا عن المشاريع الترقيعية من نموذج " فرصة وأوراش.." ، وعدم قدرتها على تجاوز عتبة نسبة نمو ضعيفة ومتأرجحة ..إضافة لإخفاق الحكومة في التعامل مع أطول إضراب لطلبة الطب الذي قارب السنة..

من جهته وقف ممثل الشبيبة الاشتراكية على التضييق الذي تتعرض الشبيبات الحزبية الجادة من إقصاء من الاشتغال بدور الشباب وغياب الدعم لتنظيم عدد من أنشطتها وتظاهراتها الوطنية أو الدولية مما يقلص دورها في تأطير وتكوين الشباب وتحصينه ضد الانحراف و التطرف ..

ممثل شبيبة العدالة شدد على ضرورة الفهم والاستيعاب الصحيح للخطاب الملكي الأخير و ضرورة تبني آليات الكفاءة في مقاربة الأحزاب والشبيبات الحزبية والمجتمع المدني للقضية الوطنية ، واقترح كشبيبة إصدار مذكرة مشتركة تعنى بهذا الملف الوطني ، ذي الأولوية تتضمن الحقائق التاريخية ومنجزات المغرب وتبني الترافع الرقمي بهذا الصدد ، كما قدم نفس المقترح بخصوص مقاربة ملفات أخرى تعنى بقضايا الشباب ..

في ذات السياق تناولت باقي فقرات اللقاء الحواري الذي أدار اشغاله رئيس المؤسسة بوبكر الفقيه التطواني ، قضايا العزوف السياسي والتحولات القيمية في المجتمع وتأثير التواصل الرقمي و الفضاء الأزرق على حياة الشباب والأسرة ، إضافة إلى مدى تلبية المطالب الأساسية للشباب من شغل وتعليم وصحة وثقافة وترفيه وسؤال الحكامة و الالتقائية في السياسات العمومية الموجهة للشباب ..