مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، فضاء ثقافي فخم،  يُبهر العين، ويُمتع الذهن، ويحرك  الوجدان بأرقى مشاعر الجمال، دشّنه يوم 13 غشت 1988 جلالة الملك محمد السادس حين كان وليا للعهد، بمناسبة موسم أصيلة الثقافي الدولي الحادي عشر، الذي كانت قد انعقدت في إطاره أشغال الدورة الرابعة لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية.

مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية أقامته جمعية المحيط الثقافية التي أصبح اسمها مؤسسة منتدى أصيلة، وهي منظمة غير حكومية ذات النفع العام.

 أنشِئ المركز بتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، وبمساعدة من سلطنة عُمان، وحكومة كندا، كي يكون فضاء لالتقاء ثقافات الشعوب وفنونها، ومنتدى يحتضن  جلسات يتبادل فيها المفكرون والأدباء والفنانون والديبلوماسيون والإعلاميون والمسؤولون السياسيون والاقتصاديون وجهات النظر حول القضايا المرتبطة بمجال تخصصهم، في إطار من الحرية والاحترام والتسامح.

على مدى 36 سنة، احتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة مئات من الندوات ومعارض الفنون التشكيلية والعروض الاستعراضية والموسيقية والمسرحية، شارك فيها كتاب ومؤرخون وباحثون وأدباء وفنانون مبدعون من مختلف مناطق العالم، وأثيرت داخله نقاشات عميقة حول الإشكالات المرتبطة بالتنمية، وبالقضايا المتعلقة بالنهضة الاجتماعية والفكرية والاقتصادية لبلدان الجنوب، وبالتحديات التي تواجه العالم من أجل تجاوز الصراعات والتوترات.

 تثمين العمل الجبار الذي تقوم به مؤسسة منتدى أصيلة لتمتين علاقات المملكة المغربية مع محيطها الإقليمي والإفريقي والدولي، لا يستقيم دون الإشادة بمصمم وصانع هذا المنتدى، وهو الأمين العام للمؤسسة، محمد بن عيسى، الرئيس الحالي لمجلس بلدية أصيلة، الذي راكم تجربة شاسعة الامتداد، في مجال التخطيط الاستراتيجي، مسنندا في ذلك على تكوين عميق في مجال التواصل وعلوم الإعلام، وعلى ممارسة رصينة وخلّاقة داخل الحقل الدبلوماسي والسياسي..

القاعة الكبرى التي تحتضن ندوات مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، سماها الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة باسم الإعلامي المغربي الكبير محمد البريني، بمناسبة تكريم هذا الأخير في الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الثاني والأربعين، يوم 11 نوفمبر 2021.

في الدورة الخريفية الحالية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين، تحتضن قاعة محمد البريني بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، زيادة على معارض في الفنون التشكيلية لفنانين مغاربة وعرب،  عددا من الندوات الدولية طوال الفترة الممتدة من 13 إلى 31 أكتوبر الجاري، كانت أولى ندواتها تحت عنوان "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة"، شارك فيها أكثر من عشرين متدخلا، من المغرب، الرأس الأخضر، مصر، السودان، السنغال، موريتانيا، بوركينا فاسو، ليبيا، تونس، أنغولا، مالي، النيجر، لبنان وساحل العاج.