أكد ناصر بوريطة، وزيرالشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج،  في كلمته الافتتاحية للخلوة السنوية الخاصة بمجلس حقوق الإنسان، التي احتضنها مقر وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، أن المناسبة تشكل فرصة لطرح نقاش منفتح ومسؤول حول إشكاليات جوهرية تهم حاضر ومستقبل منظومة حقوق الإنسان، منبها أن العالم يشهد اليوم  تسييسا مفرطا لحقوق الإنسان وتصدعا للتوافقات الدولية حول قضايا حقوق الإنسان وتراجعا لقدرة المنتظم الدولي على إنتاج قواعد ومعايير جديدة متوافق بشأنها في مجال حقوق الإنسان.

كلمة بوريطة سلطت الضوء على "تغييب" خصوصية دول الجنوب عند تشكيل قيم ومنظومة حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة تدارك القصور التاريخي في مشاركة هذه الجهة من العالم في صياغة المرجعيات الدولية لحقوق الإنسان، وخص بالذكر الدول الإفريقية .

وأكد بوريطة على  ضرورة أن تعكس مداولات المجلس الأولويات الإفريقية، عبر إعطاء حيز أكبر للتداول حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالتوازي مع باقي الحقوق ، مع تفاعل أشغال المجلس بشكل أكبر مع المعيقات التي تقف أمام تحقيق التقدم في التنمية وتوفير بيئة سليمة وفي الولوج للتكنولوجيا الحديثة بالقارة الإفريقية التي تأبى أن تبقى حصريا موضوعا للمداولات والتقييمات الخارجية، وتتطلع أن تكون فاعلا أساسيا على قدم المساواة مع باقي الأطراف الدولية.

ودعا بوريطة  خلال هذه الخلوة التي شكل احتضان المغرب لها سابقة هي الأولى من نوعها بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا،إلى تجاوز المفاهيم الكلاسيكسة عبر الاعتراف بكفاءة ونجاعة التجارب والحلول المحلية الإفريقية، مستحضرا الأنشطة التي طورتها الشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال التكوين والتثقيف والترافع في مجال حقوق الإنسان، وكذا الشبكة الإفريقية للوقاية من التعذيب المحدثة في 2023 .

تجدر الإشارة أن الخلوة السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تعد حدثا محوريا في جدول أعمال المجلس بالنظر لدورها في تعزيز الحوار البناء بين الدول الأعضاء والخبراء في عدد من القضايا الحقوقية، بعيدا عن قيود البروتوكولات التي تميز جلسات المجلس الرسمية بجنيف.