أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، على أهمية النقاشات المرتبطة بالعدالة الانتقالية في سياق دولي يعرف"ازدهار خطابات التعصب والانطواء والتوترات والأنانيات الوطنية".
وقال الطالبي في كلمة له خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية حول التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، أن اللقاءات المتعلقة بجوهر الإنسانية تمثل قضايا توحد المؤمنين بالعيش المشترك والاختلاف، معبرا عن سعادته باستضافة هذه الندوة لعدد من نخب من مختلف القارات، وفي مقدمتها القارة الإفريقية التي عانت سابقا من الاستعمار و الظلم، و تعاني اليوم "من نظام دولي غير عادل وغير منصف" ما يدفع الأفارقة حسب المسؤول المغربي إلى دفع ثمن الإرث الاستعماري، وثمن الاختلالات المناخية وجورالحكامة العالمية.
ونوه الطالبي بالأثر العميق الذي أحدثته هيأة الإنصاف والمصالحة بالمغرب، التي شكلت قرارا سياديا وإراديا حسب توصيف جلالة الملك محمد السادس، حيث امتدت تداعياتها لتعم مجالات وقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، كما أنها شكلت حسب الطالبي مظهرا مظاهر "الشجاعة في قراءة الماضي، وتحويله إلى تاريخ حي يحفز على الوحدة، والجرأة في الإصلاح دون تردد، والثقة في الذي ننجزه."
وأضاف رئيس مجلس النواب، أن المغرب دخل في مسار إنجاز دون قطائع حادة، وبناء على التراكم، وفي إطار التوافق، ليصبح ما حققه في مجال العدالة الانتقالية، واحدا من معالم التاريخ السياسي للمملكة، ما يعكس "الحكمة الملكية، وخصوصية المغرب وتميزه، تاريخا ومؤسسات".
واعتبر الطالبي أن ما أنجزه المغرب على مستوى العدالة الانتقالية، يشكل إرثا وطنيا وإنسانيا، ينبغي أن تحفظه الأجيال المقبلة لمزيد من التقدم ورفع التحديات التي تواجه المملكة كبلد سلم واستقبال وانفتاح، مؤكدا وجود تحديات يواجهها مغرب اليوم في سياق يتسم بتحولات عميقة ورهانات جديدة في مختلف المجالات.