تتواصل فعاليات مهرجان سطات الذي يحتفي بأعمال المخرجين الهواة الذين يطمحون لشق مساراتهم في مجال الفن السابع، في يومها الأخير، حيث تحتضن عاصمة الشاوية شغب ما تلتقطه الكاميرات الهاوية لشباب يمني النفس باقتحام غمار هذه العوالم الفنية.
في اليوم الأول من عروض المسابقة الرسمية لمهرجان فيلم الهواة الذي تنظمه جمعية (الفن السابع) بسطات، كان الجمهور على موعد مع عرض خمسة أفلام، هي: (ميزان الروح) لسفيان سلامة، (بطعم الحناء) لعبد الإله مسواري، (غليان) لمنير علوان، و(مخاض/Parturition) لتوفيق أوفقير وفوضى (Chaos) لحسين وبابا، وهي الأعمال التي تراوحت مددها الزمنية ما بين 4 و 16 دقيقة، وتوحدت في تيمتها التي عاب عليها بعض الحاضرين إغراقها في النظرة السوداية التي تنتهي نهاية مأساوية.
اليوم الثاني من عروض المسابقة الرسمية التي تحتضنها قاعة العروض بالمركز الثقافي بسطات، عرفت عرض خمسة أعمال لكل من المخرجين الهواة: شروق حسناوي، نبيل جوهر، سامي سيف سر الختم (سوداني) توفيق أوفقير، عمر كيلو ورشيد جنان. وقد جاءت العناوين الخاصة بأعمال هؤلاء على الشكل التالي: (سيري يتولى السيطرة) الذي يتناول تيمة الذكاء الاصطناعي الذي حول إحدى ليالي زوجين شابين إلى صراع وكشف للأسرار، ما عرض حياة الزوجين للخطر. بعد ذلك انتقل الحاضرون إلى مشاهدة فيلم (بيت النار) الذي يرصد حياة طفل صغير تنطلق مشاكله من أسرته التي تسيء التعامل مع ما يعانيه من تبول لاإرادي، فتغدو صور "العقاب" حاضرة في جميع تمثلاثه مسيطرة على تفكيره ما يجعله عرضة للتنمر والسخرية من طرف أقرانه. أما عمل الشاب السوداني المعنون ب (الجانب الآخر للجمال) فقد اختار صاحبه جعله عملا توثيقيا راصدا لجانب من المآسي التي عاشتها منطقة دارفور، واللامبالاة التي كان الإعلام الرسمي يتعامل بها مع هذه الأحداث الأليمة، والتي كانت سببا في تعرض المصور الذي وثقها إلى الاعتقال والتعذيب.
فيما أغرقت الأفلام القصيرة المتبقية من برمجة اليوم الثاني للعروض، وكانت لكل من توفيق أوفقير (بات)، ( حياة أخرى) لعمر كيلو، و(الهدية) لرشيد جنان في الرمزية محاولة لدفع الملتقي إلى خلق قراءته الخاصة للأحداث.
وفي اليوم الأخير من عروض المسابقة ينتظر أن تتابع لجنة التحكيم التي يرأسها الممثل والمخرج «محمد نظيف» وعضوية كل من : الأكاديمي والناقد شعيب حليفي، والممثل محمد الشوبي، والفنانة ثريا الحضراوي والممثلة آمال الأطرش، مشاهدة خمسة أفلام ستكون الأخيرة ضمنىالأفلام المتنافسة وهي: (أيام رمادية لرضى هنكام)، (وفيلم مغربي في اشبيلية لمحمد السملالي)، (القناع لجنيد انصاف)، و(نبضات قلم لغزلاني نجاة)، ليسدل الستار على عرض الأعمال المتنافسة وتختلي اللجنة للحسم في الأعمال المتوجة، إذ من المنتظر أن يتم الإعلان عنها في حفل اختتام الدورة 16 من المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات. يذكر أن فعاليات المهرجان التي امتدت على مدى أربعة أيام عرفت تنظيم أربعة ورشات هي: ورشة التحليل الفيلمي وأطرها الكاتب والمكون في التربية على الصورة والناقد سعيد المزواري، ورشة السيناريو وأطرها عزيز الحاكم، ورشة التصوير وأطرها المخرج محمد مونا وورشة أداء الممثل التي عهد بتأطيرها إلى الممثلة أمل الأطرش.