يحلم من يحكمون الجزائر أن يستفيقوا ذات صباح، أو ذات مساء، حسب توقيت الاستفاقة من السكرة الأبدية التي يعانون آثارها، فيجدون هذه الاستيهامات وقد تحققت:
يحلمون برؤية المغرب مقسما إلى ثلاث دول، واحدة صغيرة في الوسط، والثانية تابعة لهم في الجنوب، وثالثة شمالا لدمى الانفصال الذين استلوهم من قلب مخدرات هولندا ذات يوم، وقالوا لهم كاذبين «أنتم أحرار الريف الجدد».
يحلمون بإطلالة صغيرة أو كبيرة على المحيط الأطلسي، ينتزعون فيها آسفي منا، ويقولون في كتب لا يستطيعون قراءتها أصلا إن «حاضرة المحيط مدينة جزائرية منذ القديم».
يحلمون باقتلاع جدران مدننا القديمة، وحمل أسوارنا العتيقة التي بناها الزمن بنفسه هنا، قرنا بعد القرن، على امتداد ملايين السنوات، لكي يعتدوا عليها بقلة ذوق وقلة أناقة وقلة معرفة في التصرف هناك في مكان ما في الديار التي يحكمونها، ويكذبون مجددا وهم يصرخون «هاذي آثارنا تدل علينا»، مع أنهم دون أثر.
يحلمون بأن تتحول الفسيفساء المغربية العريقة، تلك التي نسميها، ونحن نعرف ما نقول «زليجنا المغربي» إلى «سيسفاء» بذيئة يرطنونها بلغة قبيحة لا هي عربية ولا فرنسية ولا أمازيغية، ولا حتى دارجة تدخل العقل والفؤاد معا.
يحلمون أن يتخلى الجمال عن الجمال، وأن يصبح «القفطان المغربي»، مجرد «شرويطة» لا قيمة لها، ويعتقدون أن ارتداء نسائنا له، أو ارتداء رجالنا للجلباب المغربي، وبقية معالم الحضارة الأخرى مجرد طقس موضة عابر، ولا يعرفون - يا لجهل الكراغلة - أن لأصغر قطعة من أي زي أو رداء أو لباس هنا عشرات القصص والروايات والحكايات، ووراءها تاريخ طويل من التمدن وعيش الحضر مما لازالوا غير قادرين على إدراكه، رغم مرور كل هذا الوقت الطويل.
يحلمون بأن يصبح «الملحون المغربي» جزائريا، وهم لا يعرفون أن سرابة واحدة منه لن تستطيع فهمها -فما بالك بكتابتها - إذا لم تكن مغربيا أصيلا.
يحلمون بأن يقال في كتب فن العيش إن «الكسكس والحريرة والبسطيلة»، وبقية روائع ما أبدعته في المطبخ المغربي الأمهات المغربيات على اختلاف دياناتهن وأصولهن والروافد، هي مأكولات جزائرية، علما أن الفرق شاسع بين مائدة الكرم المغربية الممتدة في التاريخ، وبين «الطاكوس» الكرغولي المرتكب على عجل فقط لكي يسبب للبطن ولكل الأعضاء والحواس الوجع تلو الوجع.
الآن هم يحلمون بأن يستفيقوا صباحا، أو مساء الله أعلم، ويجدوا خبرا في وكالات الأنباء العالمية يقول لهم إن «الكاف» سحبت من المغرب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، وقررت الانتحار رفقته بتنظيمه في بلاد الكابرانات التي لا تستطيع حتى تنظيم عملية توزيع الحليب المجفف على فقرائها، دون أن يضربهم الدرك الوطني والجيش الشعبي وبقية أسلاك السلطة، ضربا مبرحا لا لسبب سوى أنهم ولدوا هناك، وحظهم عاثر وسيئ، وسيبقى هكذا إلى أن يسقط نظام الكابرانات هناك.
لا أحلام في مستغانم وتلمسان (المغربية) ووهران وعنابة وسطيف والحزائر العاصمة، والبقية للجزائر، لدى من يحكمون الجزائر.
لديهم فقط كوابيس مغربية تسكنهم، وتحرك كل شيء فيهم، أسميناها منذ التقطنا شرارات الحقد الأولى فيها «عقيدة الكراهية» تجاه المغرب، ووجدنا لها الترياق المباشر فور معرفة مقدار سمها الحقيقي: ألا ننظر أبدا صوب هذا البلد وصوب من يحكمونه، وأن نألف سماع صوت النباح وأن تواصل قافلتنا المغربية العريقة المسير.
نعم، لدينا أحلام مغربية كبرى، نحن بصدد تحقيقها، والخير أمام، وهم رهائن كوابيس جزائرية صغرى هي التي تجعلهم ينتفضون مثل الحمقى مرة بعد مرة، وكل مرة، وهذه المرة أيضا.
لا أيقظهم الله أبدا، لا من السكرة، ولا من كوابيسها... هم ومعهم من فضحت الأيام وتفضح حاليا تلقيهم ثمن خيانة الوطن من «الطوابرية» ومدوني ومغردي «الآدسنس» الغادر...
سنتحدث عنهم لاحقا، بالملموس من الدليل والتواطؤ، اطمئنوا، ودعوهم حاليا في الكوابيس عالقين رفقة الآمر بالصرف «الكرغولي»، إلى حين فقط...
إلى حين فقط، أيها السادة. نعدكم بذلك.