برافو الفاميلا!
في رمضان السابق انتقدنا بشدة برنامج الفنان والمنشط مراد العشابي على «إم بي سي 5»، بسبب كمية «الفبركة» و«الأفورة» المبالغ فيهما، والمكشوفتين بشكل لم يحترم ذكاء لا المشاهد هنا في المغرب، ولا المشاهد العربي.
قلنا حينها، ووافقنا الرأي العليون على ما يبدو «هذا فاصل.. ولن نواصل»، والهدف كان الاحتجاج على تقديم المنتوج المغربي وسط نظيره العربي بشكل فج وغير فني وغير مقبول.
هذه المرة نعود لكي نكتب بإيجابية عن صديقنا العشابي، وعن برنامجه الحواري الفني «الفاميلا» على القناة الأولى.
مراد في هذا التمرين التلفزي متميز للغاية، وهذا هو تخصصه الذي أظهر جزءا منه في البرنامج الأول الذي كان يقدمه على «تيلي ماروك»، لذلك تميز مجددا عندما عاد إليه وقدم إلى حدود اللحظة حلقات صالحت المشاهد مع الحوار الفني الذي أدار له هذا المشاهد ظهره بسبب نمطيته وسقوطه في التكرار، وبسبب استسهال الكثيرين له واعتدائهم على المحاورة الفنية، واعتبارها أمرا نافلا وسهلا ولا يتطلب دراسة أو ثقافة أو ما شابه.
يكفي اليوم للتأكد من نجاح «الفاميلا» ومراد رؤية صدى البرنامج ورؤية تداول مرور ضيوفه على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي لا بشكل مبتذل، لذلك لا مفر من تشجيع الواحد منا والتصفيق له حين النجاح، تماما مثلما ننتقده بشدة حين نعتقد - والله أعلم - أنه مر قرب الأشياء في وقت سابق.
النجم الشعبي...!
هذا برنامج أتى لكي يؤكد لنا أمرا واحدا أساسيا: لسنا بحاجة لتقليد برامج البحث عن المواهب التي تقدمها تلفزيونات الشرق، ولا حتى الأخرى التي تقدمها تلفزيونات الغرب.
نحن بلد لديه اكتفاء ذاتي خطير من جهة الفن والإبداع، وإذا ما تحركت لدى أهلنا في الإعلام والفن والثقافة والتلفزيون خاصبة المادة الرمادية تحركا إيجابيا نستطيع فعل العجاب العجاب.
وأعترف بها: أعادني، مثلما أعاد غيري برنامج «النجم الشعبي» الذي يعده ويقدمه رشيد العلالي على «دوزيم»، ويهتم بالبحث عن الخلف في مجال فننا الشعبي، إلى تلفزيوننا المغربي.
برنامج مغربي، يعتمد جينات فنية مغربية لا تتوفر لا شرقا ولا غربا، ويخاطب المغاربة في كل مناطقهم، ويتناول فنا من فنوننا الأصيلة فينا، الكامنة في مسام كل واحدة وواحد منا: كل مقومات النجاح موجودة، لذلك تميز هذا البرنامج تميزا كبيرا، ولذلك نقول له «أحسنت».
ونتمنى أن يكون نجاح هذا الموسم الأول منه فرصة للقناة الثانية، أو لغيرها، للمواصلة في نفس الاتجاه، ومنح كل فنوننا المغربية (والمغربية فقط) فرصة البحث عن تجديد نفسها، والخروج من دائرة نفس وجوهها وفتح المجال للمواهب الكثيرة التي يعج بها الوطن في مختلف أنواع هذه الفنون الشعبية المختلفة.
في بلد مثل المغرب، نستطيع فقط من خلال الانفتاح على فنوننا الأصيلة أن ننشئ قناة متخصصة تبث 24/24 دون توقف العام كله، ولن تنضب هذه الفنون، لأننا في مجال الفن هذا، الثراء والغنى والتعدد كله.
برافو «دوزيم»، وبرافو العلالي، وواصلوا على طريق «تمغربيت» هذا في الفن وفي غير الفن، وبالتأكيد لن تخيبوا، بالعكس ستفلحون، هذا وعد مغربي أكيد.