يحاول البعض اليوم جر المشهد الإعلامي المغربي إلى فخ مكشوف جدا، من خلال اصطناع نزاع متخيل ولا معنى له بين من ينشرون فيديوهاتهم على الأنترنيت، وبين المقاولات الإعلامية الوطنية.
توقيت محاولة الجر هذه يكشف بعضا من أسبابها الخفية، كما أن استهداف أسماء بعينها، وتجارب بعينها، بالإضافة إلى توحيد الهجوم وتوحيد أشكاله بين ممثلي جهة معينة، كل هذا يؤكد أن المراد هو شيء آخر غير المعلن عنه، وأنه ثمة صراعا جديدا حول المناصب، من تلك الصراعات الغبية والمزمنة التي عطلت إعلام المغرب، وجعلته بالحال الذي هو عليه اليوم.
على أبناء المهنة الأصليين الانتباه لهذه المكيدة، والاقتناع بشكل تام وكامل أن عددا من متصيدي الفرص يريدون وضع اليد على تدبير الإعلام المغربي، ويحاولون، رغم انعدام أي شرعية لديهم، أن يقدموا أنفسهم بديلا، وإن بخلط كل الأوراق، والتمادي في هذا الخلط حد المساس بالبلد وثوابته، وإقحام أمور كبرى في اختلافات إدارية وقانونية بسيطة.
نعم، مشهدنا الإعلامي يعاني الأمرين، ويعيش كل أنواع الصعوبات، ويخرج من ضائقة لكي يدخل أخرى، وحاله لا يسر عدوا ولا حبيبا، وكل ما هو فيه اليوم هو نتيجة تدبير سيئ جدا بالأمس وما قبل الأمس، والمتورطون في هذا السوء معروفون منذ القديم، لكن الحل لن يكون عند محترفي خلط كل الأوراق الذين يتصورون أنه من الممكن اغتنام حالة الهوان التي وصلها إعلامنا وصحافتنا، لكي يضعوا أيديهم عليها.
هناك جهة لم تقل كلمة واحدة لحد الآن في كل هذا الضجيج الجاهل الدائر حول مهنتنا بين الفضوليين، وهذه الجهة هي المهنة وبناتها وأبناؤها الأصليون، وهم غير راضين على كثير الأشياء، وبالتأكيد لديهم تصور لحل كل المشاكل أو جلها، لكن بعيدا عن محترفي تصيد «الهوتات» من المتطفلين فاقدي الشرعية، الذين سيظلون فاقدين لها مهما أكثروا من الصراخ.
سيتحرر مشهدنا الإعلامي وسبتحسن حاله، وسيخرج من أزماته، لأنه انتبه بفضل صراخ الفضوليين والمتطفلين والأدعياء، إلى دور أساسي واجب عليه القيام به، وسيفعل ذلك... كونوا متيقنين من ذلك.