استعدادا لتقديم إحاطته في مجلس الأمن الأسبوع المقبل، قام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء ستافان دي ميستورا بجولة في المنطقة. زيارة دي ميستورا للمنطقة انطلقت من الرباط حيث التقى بوزير الخارجية ناصر بوريطة، مرفوقا بالممثل الدائم للمملكة المغربية في الأمم المتحدة عمر هلال. كما شملت زيارته كل من موريتانيا، وزار مدينة العيون في الأقاليم الجنوبية المغربية والتقى برئيس بعثة المينورسو، ثم زار مخيمات تيندوف بالجزائر.
دي ميستورا سيقدم إحاطة للأمين العام للأمم المتحدة، ليقدم هذا الأخير تقريرا لمجلس الأمن في جلسته المغلقة المزمع عقدها في بداية الأسبوع المقبل.
وكان مجلس الأمن في جلسة أكتوبر الماضي قد طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير يبسط فيه تطورات الملف، خلال ستة أشهر، وهو التاريخ الذي يصادف جلسة منتصف أبريل الجاري.
زيارة ستافان دي ميستورا للمنطقة تميزت بما قدمته المملكة المغربية من مستجدات، والتي ركزت بالخصوص على الدينامية الدولية الداعمة لمغربية الصحراء وللمبادرة المغربية للحكم الذاتي. هذه الدينامية التي عرفت اعتراف مجموعة من الدول بمغربية الصحراء، ومنها دول أعضاء دائمة في مجلس الأمن. كما أن الاعتراف بمغربية الصحراء جاء أيضا من دول فاعلة ومؤثرة في الملف على رأسها فرنسا وإسبانيا.
المملكة المغربية إذن قدمت الجديد في الملف وعبرت عن دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي «الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي براغماتي ومستدام على الأساس الحصري للحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب».
في المقابل بقي موقف الجهة الأخرى جامدا ولم يقدم أي جديد، حيث ركزت جبهة البوليساريو في موقفها، وهو موقف حكام الجزائر على تكرار الأسطوانة المتجاوزة في الانفصال.
على هذا الأساس يكون المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء دي ميستورا قد بلغ النهاية، وهو الذي قال في أكتوبر الماضي إنه سيقدم استقالته إذا لم يحدث تطورا في مشاوراته.
دي ميستورا لم يتمكن من إعادة أطراف النزاع إلى الموائد المستديرة، وهي المهمة، التي أنيطت به في بداية تعيينه مبعوثا خاصا في الصحراء. وقد وجد دي ميستورا تعنتا ورفضا جزائريين، حيث رفضت الجزائر عقد تلك الموائد المستديرة التي دشنها المبعوث الشخصي السابق هوريست كوهلر.
ينضاف إلى فشل دي ميستورا في تنظيم الموائد المستديرة، تعنت الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو في تقديم أي جديد في الملف، مما يؤكد مرة أخرى الرغبة الدفينة لحكام الجزائر في تطويل مدة النزاع، ورفض أي تحريك للملف نحو إيجاد أي حل سياسي يرضي جميع الأطراف.
أمام هذا الواقع المتجمد من الجهة الأخرى والمتحرك مغربيا، هل سيضطر دي ميستورا إلى الوفاء بتهديده وتقديم استقالته، أم أن المنتظم الدولي سوف يجد توجها آخر يضع الجزائر أمام مسؤوليتها التاريخية؟ وهنا لا بد من التركيز على التصريحات الأخيرة لمسؤولين من فرنسا وإسبانيا، وهي تصريحات أكدت على مغربية الصحراء وعلى دعم فرنسا وإسبانيا لمقترح الحكم الذاتي. طبعا دون أن ننسى هنا موقف الولايات المتحدة الأمريكية المعترف بمغربية الصحراء.