حقق أرسنال الإنكليزي نتيجة لم يتوقعها أكثر المتفائلين وقطع شوطا كبيرا نحو نصف النهائي، على غرار إنتر الإيطالي الفائز على أرض بايرن ميونيخ الألماني 1-2، وذلك باكتساحه ضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب 3-0 الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويدين أرسنال بالانتصار الكبير إلى ديكلان رايس الذي سجل هدفين من ركلتين حرتين رائعتين (58 و70) وأضاف الإسباني ميكل ميرينو الثالث (75)، ليصبح فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أمام مهمة شاقة جدا إيابا الأربعاء في مدريد.
في المقابل، بات أرسنال أمام فرصة حقيقية لتكرار سيناريو 2006 حين تخطى ريال في ثمن النهائي (1-0 بمجموع المباراتين) في طريقه لخوض النهائي الأول والوحيد في تاريخه حيث خسر أمام عملاق إسبانيا الآخر برشلونة (1-2).
وقال ميرينو "إن الشوط الثاني كان مذهلا، لعبنا بكامل قوتنا الهجومية. عندما يلعب هذا الفريق بهذه الطريقة، فالجمهور يساندنا"، متحدثا عن هدفي رايس "حصلنا على بعض الركلات الحرة الأسبوع الماضي لم نسجل منها. يتمتع بأفضل مهارات التسديد التي رأيتها في مسيرتي. لست متفاجئا، ربما أنتم متفاجئون. نأمل أن نرى المزيد في المستقبل".
وبمشاركة بوكايو ساكا أساسيا للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر ونصف بعد تعافيه من الإصابة، كان أرسنال الطرف الأفضل في البداية وتدخل الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، العائد إلى ريال بعد غياب لثلاث مباريات بسبب الإصابة، مرتين في وجه ساكا (7 و8) ثم صد كرة أطلقها الغاني توماس بارتي من مشارف المنطقة (13).
وغابت بعدها الفرص حتى الدقيقة 31 حين هدد ريال مرمى مضيفه بتسديدة من الفرنسي كيليان مبابي لكن الحارس الإسباني دافيد رايا كان بالمرصاد، ثم رد أرسنال بعرضية من ساكا مرت من أمام باب المرمى من دون أن تجد أحدا يتابعها في الشباك (38).
واختتم الشوط الأول بفرصة مزدوجة لأرسنال لكن كورتوا تألق في صد رأسية رايس ثم متابعة البرازيلي غابريال مارتينيلي (44).
وباستثناء تسديدة في الشباك الجانبية لمبابي، لم تكن بداية الشوط الثاني مليئة بالأحداث وذلك حتى الدقيقة 58 حين هز رايس الشباك من ركلة حرة رائعة عجز كورتوا عن الوصول إليها.
وكان أرسنال قريبا من هدف ثان، لكن كورتوا تألق أولا أمام مارتينيلي ثم سقطت الكرة أمام ميرينو الذي حرمه النمسوي دافيد ألابا من وضعها في الشباك، فعادت إلى اللاعب ذاته ليسددها مجددا لكن الحارس البلجيكي تألق مجددا (67).
لكنه عاد وانحنى مجددا أمام رايس الذي ضرب من ركلة حرة رائعة أخرى، مانحا أرسنال الهدف الثاني وأفضلية واضحة لبلوغ نصف النهائي (70)، ليصبح بذلك أول لاعب يسجل هدفين من ركلتين حرتين في مباراة واحدة في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال.
وعقد ميرينو حياة ريال حين أضاف الثالث بكرة قوسية رائعة على يمين كورتوا (75) الذي شاهد فريقه عاجزا عن تسجيل هدف تقليص الفارق في نهاية لقاء شهدت طرد كامافينغا بالإنذار الثاني (4+90).
وفي ميونيخ، خطا إنتر أيضا خطوة هامة نحو نصف النهائي بفوزه في معقل بايرن 2-1.
سجل لإنتر، الفائز باللقب ثلاث مرات آخرها في 2010، الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس (38) والبديل دافيدي فراتيزي (88) ولبايرن البديل المخضرم توماس مولر (85).
وفك سيموني إنزاغي مدرب إنتر نحسه بمواجهة بايرن، فتغلب عليه للمرة الأولى في المباريات الخمس أمامه.
في المقابل، سقط بايرن للمرة الأولى على أرضه في دوري الأبطال بعد 22 مباراة، وتحديدا منذ خسارته ذهاب ربع نهائي موسم 2020-2021 أمام باريس سان جرمان الفرنسي 2-3.
دخل بايرن المباراة مثقلا بالإصابات التي حرمته من جمال موسيالا والكندي ألفونسو ديفيس والمدافعين الدوليين الفرنسي دايو أوباميكانو والياباني هيروكي إيتو.
أول تهديد جاء من الفرنسي مايكل أوليسيه جناح بايرن بتسديدة زاحفة قريبة من القائم الأيمن للحارس السويسري يان سومر (6).
حاول الإنكليزي هاري كاين برأسية لم تشكل خطورة على سومر (13).
وجرب أوليسيه مرة ثانية بتسديدة زاحفة جديدة من على مشارف المنطقة، سهلة بين يدي سومر (16).
رد إنتر الأول جاء من التركي هاكان تشالهانأوغلو بتسديدة من على مشارف المنطقة تصدى لها الدفاع (18).
وتواصلت الخطورة من ثنائي بايرن أوليسيه وكاين، حين استلم الأول كرة راوغ فيها الدفاع ومررها إلى الإنكليزي غير المراقب، لكنه أهدرها بتسديدة ارتطمت بالقائم الأيسر (26).
وأهدر البرازيلي كارلوس أوغوتسو على الجانب الآخر فرصة سانحة للتسجيل بعدما وصلته كرة من باستوني (31).
وعلى عكس مجريات اللعب، فاجأ إنتر أصحاب الأرض بهدف السبق من هجمة سريعة قادها أوغوستو ووصلت الكرة إلى الفرنسي ماركوس تورام الذي حض رها ببراعة إلى مارتينيس القادم من خلفه، فتابعها من لمسة واحدة في سقف الشباك (38).
هدف هو السابع لمارتينيس في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليصبح بذلك أول لاعب من إنتر يسجل 7 أهداف في البطولة خلال موسم واحد منذ الكاميروني صامويل إيتو (8 أهداف) في موسم 2010-2011.
في الشوط الثاني، وكما في الهدف، مرر تورام كرة في منطقة الجزاء إلى لاوتارو سددها لكن هذه المرة تصدى لها الحارس الشاب يوناس أوربيغ (56).
أول رد من بايرن جاء عبر الكرواتي جوزيب ستانيسيتش برأسية علت العارضة (62)، ثم بتسديدة "على الطاير" من غيريرو فوق العارضة بقليل (65).
ودفع كومباني بكل من مولر، سيرج غنابري والفرنسي ساشا بوي (74) لتنشيط الهجوم، وهو ما حصل لكن من دون خطورة كبيرة على مرمى الضيف الإيطالي لعشر دقائق، حين عادل المخضرم مولر النتيجة بتسديدة داخل المنطقة إثر عرضية من النمسوي كونراد لايمر (85).
وكاد كاين يسجل الثاني بتسديدة زاحفة قوية تصدى لها سومر (87).
إلا أن الرد جاء قاسيا بهجمة مرتدة وصلت إلى أوغوستو الذي لعبها عرضية إلى فراتيزي الذي تابعها في الشباك (88).