في مقال له على "أوروبا1" ، قال الصحافي الفرنسي "ويليام مولينيتي" تعليقا على زيارة وزير داخلية بلاده برونو روتايو الى المغرب أنه على عكس الجزائر، فبالرغم من توتر العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباريس في بعض الفترات، إلا أن التعاون الأمني بين البلدين ظل صامدا، بل ومتميزا.

وأوضح الصحاف الفرنسي أن هذا الاستمرار، يعزى إلى التنسيق الأمني بفضل شخصية واحدة لعبت دورا محوريا في بناء الجسور بين الرباط وباريس، ألا وهو "عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني".

وأضاف "ويليام"، أنه في ظل أجواء التوتر التي تخيم على العلاقات الفرنسية الجزائرية، تتجه الأنظار إلى الرباط، حيث يقوم وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بزيارة رسمية إلى المغرب، وسيجتمع بنظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، لمناقشة عدد من الملفات الحساسة، من أبرزها مسألة التصاريح القنصلية، سياسة التأشيرات، ومكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.

وأبرز الصحافي الفرنسي، أنه ورغم ما عرفته العلاقات الثنائية من تقلبات، ظل التنسيق الأمني قائما بل ومتينا، بفضل شخصية عبد اللطيف حموشي، المقرب من الملك محمد السادس، والمسؤول الأول عن الأمن والاستخبارات في المغرب، ففي أكثر الفترات توترا، لم يتوقف حموشي عن مشاركة المعلومات الأمنية مع نظيره الفرنسي، خاصة تلك المتعلقة بالإرهاب.

وأكد "ويليام"، أنه في عام 2015، وخلال هجمات باتاكلان الإرهابية، قدّمت الأجهزة الأمنية المغربية معلومات حاسمة مكنت من تحديد مكان عبد الحميد أبا عود، العقل المدبر للهجمات، وحتى خلال أزمة برنامج التجسس "بيغاسوس"، ظل التعاون الاستخباراتي بين الجانبين نشطا، دون انقطاع.

وشدد "ويليام" على أن عمق هذا التعاون يتجسد في التفاصيل اليومية، إذ تخصص فرنسا عددا من المقاعد في معاهدها الأمنية لتكوين ضباط شرطة مغاربة، كما شهد الأسبوع الماضي تدريب 12 عنصرًا من الحماية المدنية المغربية على يد خبراء فرنسيين في مجال البحث عن الضحايا تحت الأنقاض.

وخلص الصحافي الفرنسي البارز، إلى أن هذه المؤشرات تؤكد أن العلاقات الأمنية بين باريس والرباط ليست مجرد تعاون عابر، بل شراكة استراتيجية قائمة على الثقة والمصالح المتبادلة، حتى في أصعب الظروف.