ليس هناك "قناص" أبرع ولا أمهر من هشام جيراندو في التعامل مع الأسلحة الأوتوماتيكية! فهو الأجدر بتقديمها وشرح طريقة استخدامها أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس!!
إنها ليست مزحة أو كذبة نهاية أبريل، بل هي أمنية من أمنيات هشام جيراندو، الذي خرج مؤخرا يشكك في براعة أحد القناصة عالي الدقة الذي وقف ذات يوم بين يدي الملك، ليشرح لجلالته مختلف الأسلحة التي تستخدمها القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
فظاهر التشكيك هذا يخفي وراءه لسان حال هشام جيراندو، الذي كان يلهج ويلهث بالقول " أنا أبرع من هذا القناص في اقتناص الفرص والضحايا"، بل أنا أعلم منه في التعامل مع مختلف الأسلحة المقلدة!!
وتجاسر هشام جيراندو على قناصة القوة الخاصة لم يكن اعتباطا ولا عرضيا ولا حتى انتقائيا، فالرجل يتوسم في نفسه بأنه أضحى "خبيرا" في التعامل مع الأسلحة.
وهذه الثقة الزائدة في السلاح ( عفوا في النفس)، راكمها هشام جيراندو من اشتغاله "كسمسار" في بيع أسلحة الصيد التركية! فهذا النصاب يعتقد واهما بأن أسلحة القوات الخاصة هي نفسها أسلحة صيد الحلوف البري، أو تلك التي تصطاد اليمام وطيور الحجل.
بل يتوهم هشام جيراندو، بسذاجة مقيتة، بأن عيارات وبندقيات القوة الخاصة تحاكي خرطوشات الصيد الجائر التي كان يحاول تصديرها لكندا انطلاقا من تركيا.
وبالرغم من أنه لم ينجح في توريد أسلحة الصيد التركية لقناصة الآيل الكندي، لأن الفشل والنحس والسخط يلازمونه باستمرار ، إلا أن هشام جيراندو يصر على التظاهر بأنه أصبح خبيرا وقناصا قادرا على تقديم الأسلحة أمام الملك، عوض خبراء القوة الخاصة التابعين للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
ولعل هذا هو السبب الذي دفعه لاستهداف "صورة" تعود لأكثر من سبع سنوات، وتحديدا لسنة 2018، يظهر فيها أحد عناصر القوة الخاصة وهو يستعرض أمام جلالة الملك مختلف الأسلحة الفردية التي يستخدمونها في تدخلاتهم الأمنية.
ولم يجد هشام جيراندو ما يزدري به عنصر الأمن الظاهر في تلك الصورة، سوى أن ادعى أنه مجرد"سائق"، مع أننا نجهل من ساق عليه هذه "السلوقية" الجامحة التي تفضح شعبويته المسعورة.
وإذا كان هشام جيراندو قد تطاول اليوم على قناصة القوة الخاصة التابعة لمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتوهم في نفسه القدرة على التعامل مع الأسلحة النارية، فإن ما نخاف منه أن يتجاسر مستقبلا على خبراء كشف المتفجرات والأجسام الناسفة، أو خبراء الشرطة العلمية والتقنية!
فلربما يعتقد هشام جيراندو بأن إطلاقه "للقنابل الصوتية"، التي يجيد فبركتها وتفجيرها في التيك توك واليوتيوب، قد يؤهّله كذلك لإبطال مفعول المتفجرات الحقيقية. ووقتها سنرى كيف أن هذا النصاب قد يتحول لخبير استراتيجي في المتفجرات، مثلما أصبح خبيرا بالفم في شرح الأسلحة المقلدة وبنادق الصيد.