AHDATH.INFO- رضوان بلدييواصل صدى المبادرة المغربية لمساعدة عدد من البلدان الإفريقية في التصدي لفيروس كورونا الانتشار، لافتا الاهتمام في العديد من بقاع العالم. فبعد أن أجمعت تصريحات عدد من مسؤولي بلدان إفريقية على دور المغرب في إفريقيا، توقفت عدد من المنابر الإعلامية في أروربا عند تقدم المغرب على مستوى تصنيع وسائل محاربة الفيروس ومده يد العون إلى حلفائه، في حين اعتبر سفراء أفارقة بالأمم المتحدة المبادرة دليلا على قوة علاقات المغرب بالبلدان الإفريقية.على مستوى القارة الإفريقية كان صدى المبادرة الملكية كبير، عكسته تصريحات بعض القادة والمسؤولين الأفارقة. فبالنسبة لموريتانيا، التي حطت بها أول طائرة مغربية محملة بالمساعدات، قال وزير خارجيتها إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن المساعدات الطبية المغربية «دليل على متانة وقوة العلاقات بين قائدي البلدين وشعبيهما».أما وزير الصحة والعمل الاجتماعي بالسنغال، عبدو اللاي ضيوف سار، فبعد أن وصف مبادرة الملك محمد السادس بأنها تنم عن «تضامن كبير والصداقة القائمة بين الشعبين»، قال إن الرئيس السنغالي ماكي سال يقدر متانة علاقات الصداقة والتضامن من خلال هذه المساعدة الهامة، مذكرا أن الرئيس السنغالي «سيظل مدافعا عن علاقات الصداقة بين المغرب والسنغال، وكل ما من شأنه أن يدفع بتعزيز الوحدة الإفريقية»، وذلك قبل أن يضيف أن هذه المساعدة الطبية المغربية تعكس في الحقيقة أن التعاون جنوب - جنوب في مجال التضامن فضلا عن المجالين الاقتصادي والاجتماعي يعد قاعدة ذهبية يتعين على البلدان الإفريقية إرساؤها فيما بينها.من جانبه، أشاد رئيس جمهورية غينيا، ألفا كوندي، بالاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس لغينيا وإفريقيا عموما، وذلك على إثر وصول المساعدات الطبية التي أرسلها المغرب إلى غينيا، يوم  الإثنين الماضي، في إطار المساعدات المخصصة لهذا البلد، من أجل مواكبتها في جهودها للتصدي لجائحة كورونا.وأعرب كوندي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، عن «بالغ احترامه» و«عظيم تقديره» لجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين «هامة للغاية».وثمن العديد من السفراء الأفارقة المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك مبادرة المغرب لمساعدة الدول الإفريقية ومواكبتها في جهودها لمواجهة وباء كورونا، حيث أعرب هؤلاء السفراء، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن شكر وامتنان بلدانهم على «هذه البادرة الإنسانية التي تستحق بالغ الثناء»، والتي تشهد، مرة أخرى، على روابط الأخوة الدائمة والمساعدة والتضامن الفعال للمغرب مع باقي بلدان القارة تحت قيادة جلالة الملك.وأمام الترحيب الذي لقيته المبادرة، انتقل صداها إلى الإعلامي الأوروبي، حيث توقف الموقع البلغاري «ستندارتنيوز» عند المبادرة الملكية بتقديم مساعدات طبية لعدد من البلدان الإفريقية، موضحا في مقال نشره أول أمس الثلاثاء أن هذا العمل التضامني يندرج في إطار تنفيذ المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في 13 أبريل 2020، ودعوة جلالته للدول الإفريقية لمساعدة بعضها على مكافحة جائحة «كورونا» وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.ولفت الموقع البلغاري إلى أن جميع منتجات ومعدات الوقاية المقدمة ضمن المساعدات الطبية إلى البلدان الإفريقية الشقيقة تم تصنيعها في المغرب من قبل مقاولات مغربية، وتستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية.وفي بولونيا، كتبت صحيفة «بولسكي ميديا» الإلكترونية أن المعدات الطبية الواقية المقدمة من المغرب لكثير من الدول الإفريقية الشقيقة «تعكس بجلاء العمل التضامني الحقيقي الذي تؤمن به المملكة كمبدأ وفعل في نسج الوشائج القوية والعلاقات الصادقة مع أشقائها وأصدقائها، خاصة في وقت المحن».وأبرزت الصحيفة أن الالتفاتة المغربية هي «بلورة واقعية وعملية للمبادرة، التي أطلقها الملك محمد السادس في 13 أبريل 2020، وهو عمل تضامني إنساني جليل في سياق الجائحة التي لم تستثن أي بلد في العالم».[gallery link="file" size="square" ids="588357"]وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «تي تي جي» الإلكترونية أن الحمولة الإنسانية لمساعدات المغرب لكثير من الدول الإفريقية «تعد بالفعل درسا حقيقيا في مجال التعاون جنوب/جنوب، وهي عنوان بارز في صفحة الأواصر التي يجب أن تعم القارة الإفريقية».وأبرزت أن هذه المساعدات الإنسانية المقدمة لعدد كبير من دول إفريقيا في ظرفية خاصة جدا يمر منها كل العالم، أثبتت مرة أخرى أن المغرب «لم يتخل ولن يتخلى أبدا عن دعم الدول الإفريقية حتى في أحلك الظروف التي تعيشها إفريقيا، كما باقي دول العالم»، مؤكدة أن هذا الدعم في هذه الظرفية الحساسة ينبع من القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة التي دافع عنها المغرب دائما، مع حرصه على تقاسم التجارب والممارسات الخلاقة مع أشقائه الأفارقة.من جهتها، كتبت صحيفة «فيغ» أن المساعدات التي قدمها المغرب لأشقائه الأفارقة هي «التضامن في أبهى تجلياته، ويجب أن تكون هذه المبادرة خير مثال لدول أخرى إفريقية لبلورة مبادرات حقيقية وواقعية في ظرفية دقيقة تحتاج خلالها الكثير من دول المنطقة إلى التعاون والتضامن والتآزر وتوحيد الجهود والمواقف لمكافحة الجائحة التي حلت ضيفا ثقيلا على كل العالم».وحسب الصحيفة البولونية، فإن هذا الإجراء العملي النبيل يستند الى قيم مغربية أصيلة متجذرة في المملكة وقناعات راسخة عكستها الكثير من المبادرات الملكية منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المغرب، والذي «وضع دائما الإنسان في مركز اهتمامه عبر سياسة اجتماعية قل نظيرها»، مشيرة إلى أن سعي المغرب لتبادل وتقاسم الخبرات والتجارب يروم الوقوف بجانب الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة، والحد من آثار الوباء على الصحة والاقتصاد والمجتمع ومنع تداعياته المدمرة.وقبل ذلك، أشادت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، بالمغرب، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بالقيادة المغربية لمكافحة فيروس كورونا التاجي، على مستوى القارة الإفريقية، ودعمه لها من خلال التبرع بمعدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية الهامة الخاصة بمكافحة جائحة فيروس كورونا، مشددة في تغريداتها على مواصلة الولايات المتحدة شراكتها الوثيقة مع المغرب لمواجهة التحديات الصحية العالمية.