Ahdath.infoتبث القناة الأولى مساء كل ثلاثاء طيلة شهر رمضان سلسلة « مرجانة » المقتبسة من رواية « أرض المدامع » للبشير الدامون وإخراج محمد الشريف الطريبق عن هذه التجربة الروائية التلفزيونية وعن أشياء أخرى تلفزيونية وسينمائية يتحدث الطريبق في الحوار التالي لأحداث أنفو .هل يمكن اعتبار سلسلة « مرجانة » تصالحا للتلفزيون مع الأدب ..؟أظن أن فكرة التصالح بين السينما والتلفزيون من جهة وبين الأدب من جهة أخرى حاضرة، لكننا لم نفكر فيها ونخطط لها بشكل مسبق، لقد جاءت من العلاقات الإنسانية وبحكم حبي للأدب وعلاقتي مع الروائي البشير الدامون، إحداث هذا التصالح لم يكن عن وعي أو نية مسبقة كما قلت سابقا.ولكن الذي حفزنا وشجعنا لدخول هذه التجربة هو وجود مادة حكائية قوية يمكن أن تستقطب وتجذب اهتمام وانتباه الجمهور، وأحسسنا أنه يمكن أن يكون مبررا لعمل تلفزيوني، هذه ليست أول مرة يتم فيها الاشتغال على نص أدبي في السينما أو التلفزيون في المغرب، ولكن لم يكن هناك تراكم.وحتى الأدب المغربي كان في غالبيته في فترة معينة تغلب عليه السير ذاتية أو الذهنية، لكن الحركية التي وقعت مؤخرا في الأدب عامة وفي الرواية خاصة أصبحت عاملا مساعدا على التواصل بين السينما والتلفزيون والأدب .وانفتاح التلفزة على الأدب في العالم جاء بحكم وفرة الإنتاج والطلب على المادة الحكائية ووجود المنافسة مع دخول قنوات أجنبية أو عربية إلى الساحة مثل ما عليه حال إم بي سي 5 في المغرب، والمجال يبقى مفتوحا لدخول قنوات أخرى و لا ننسى منصات البث التدفقي مثل نتفليكس وغيرها، مما غير من نمط الإنتاج ودفع إلى البحث عن الجودة، والجودة يمكن أن تأتي إما من الأدب أو من بعض مكونات الثقافة عامة وهنا نتحدث عن الثقافة المغربية ..وأظن أن هذا هو العامل الذي سوف يؤدي أتوماتيكيا إلى نوع من التصالح بين الأدب والسينما والتلفزيون وحتى الصحافة، لأن أخبار الحوادث أ‪و المنوعات يمكن أن يشتغل عليها التلفزيون أوالسينما وبالتالي وتبعا لما سبق فإن البحث سيكون من أجل التميز والجودة وهذا هو العامل أو الشرط من أجل أن يكون هناك تواصل وتطوير للإنتاج ‬‬كيف تم الاشتغال على رواية «أرض المدامع » من أجل تحويلها إلى سلسلة «مرجانة » ؟الفكرة التي كانت عندي في البداية هي تحويل رواية « أرض المدامع » للبشير الدامون إلى فيلم سينمائي ولقد اشتغلت على الموضوع لعامين، لكني وجدت أن المادة الحكائية في الرواية أكثر من أن يتم استيعابها في فيلم سينمائي مدته 90 دقيقة أو أكثر.بعد ذلك قام البشير الدامون باقتباس للرواية، حيث ركز على جزء منها وتخلى عن بعض الخطوط والعناصر الدرامية، وترك أخرى، ولما قرأت هذا الاقتباس شجعني على مواصلة العمل و أظن أن التلفزة قادرة على مسايرة أو استيعاب الطول الذي يمكن أن يكون في العمل الروائي وهكذا تحول العمل من « أرض المدامع » إلى «مرجانة » حيث تتبعنا خط شخصية «مرجانة » العبدة التي ترتبط بعلاقة حب وهو ما سيكون مبررا للبحث عن الكنز .. وهذه كانت طريقة الاشتغال .‫ما هي الاعتبارات التي راعيتموها في كاستينغ « مرجانة » ..؟‬هناك اعتبار قرب الشخصيات من الممثلين وصفاتهم كما في السيناريو، وهناك في بعض المرات اعتبار قدرات الممثلين، لأن هناك ممثلين سبق لي أن اشتغلت معهم، و أعرف قدراتهم في التمثيل، وفي لعب الأدوار وتجسيد الشخصيات رغم أنه كانت صعوبة في الكاستينغ بالنظر إلى وفرة الإنتاج والتصوير في فترة معينة.وهي فترة الإعداد للأعمال الرمضانية ودخول قناة أجنبية على الخط ، وبالتالي كان من الصعب التعاقد مع ممثلين لأنه كانت لهم التزامات من قبل وكانت صعوبة في الحفاظ على فكرة أو خط تحريري في الكاستينغ بما توفر من ممثلين ..الانتقال من الاشتغال السينمائي إلى الاشتغال التلفزيوني كيف تعيشه كمخرج سينمائي بالأساس ؟في مساري الفني كان هناك تواز بين الاشتغال في السينما والتلفزيون، ولم تكن هناك فترة اشتغلت فيها في السينما، اوانقطعت عن التلفزيون، ثم عدت إليه كما أنه ليست عندي فكرة أن في التلفزة يمكن أن تقوم بأي عمل وبأي مستوى والسينما هي التي يجب أن تكون فيها الجودة.أنا أشتغل بنفس الطريقة، و الفرق هو أن السينما توفر لك متسعا من الوقت، وأنك تكون حاملا لمشروع لمدة طويلة وهذا ما يجعل عملا سينمائيا أقوى من عمل تلفزيوني، في العمل التفلزيوني هناك سرعة في التصوير والإنجاز و هناك ارتباط بزمن البث، وحياة العمل تكون قصيرة منذ بداية التفكير فيه إلى الانتهاء منه، هذا هو الفرق أما طريقة الاشتغال فهي نفسها والإمكانيات أي المعدات والآليات هي نفسها التي أشتغل بها في السينما والتلفزيون و أن العامل الذي يفرق في الجودة هو عامل الزمن .‫‬ نصائح للمشاهدين في فترة الحجر الصحي ..؟‬أقول للمشاهدين أن فترة الحجر الصحي هي مناسبة وفرصة للقيام بالعديد من الأمور و أنا أنطلق من نفسي، فهناك الكثير من الأمور كانت مؤجلة أو عالقة، يمكن القيام بها في هذه الفترة مثل القراءة أو مشاهدة الأفلام وأنه بعد مدة طويلة من الحركة والتنقل هذه فرصة للتوقف من أجل التفكير و إعادة النظر في الذات ومجموعة من الاختيارات في الحياة .. وحتى فرصة للبعض للاقتراب أكثر من أسرهم وعائلاتهم .