تثير وفاة المعارض الروسي نافالني منذ صباح اليوم الجمعة في سجن بسيبيريا جدلا كبيرا في روسيا وفي العالم بأسره، لاسيما بعد تحميل الإدارة الأمريكية مسؤولية وفاته للنظام الروسي.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن روسيا "مسؤولة" عن وفاة المعارض أليكسي نافالني في السجن. وقال بلينكن على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن إن "وفاته في سجن روسي والتركيز على رجل واحد والخوف منه يسلط الضوء على الضعف والتعفن في قلب المنظومة التي بناها بوتين". وأضاف "روسيا مسؤولة عن ذلك".
وأكدت زوجة أليكسي نافالني بعد وفاته في سجن روسي ضرورة "معاقبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و"محاسبته شخصي ا على الفظائع" التي ارتكبت بحق المعارض الروسي. وقالت يوليا نافالنايا في مؤتمر ميونيخ للأمن "أود أن يعلم بوتين وجميع موظفيه (...) أنهم سيعاقبون على ما فعلوه ببلدنا وبعائلتي وبزوجي"، مضيفة "علينا محاربة هذا النظام المروع في روسيا اليوم. يجب محاسبة فلاديمير بوتين شخصيا على كل الفظائع المرتكبة في بلدنا في السنوات الأخيرة".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
من جهته اعتبر الكرملين الجمعة أن الاتهامات الغربية لموسكو في شأن وفاة المعارض اليكسي نافالني "غير مقبولة إطلاقا"، مؤكدا أنه يجهل حتى الآن سبب وفاته. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية "ليس هناك أي معلومة عن سبب الوفاة، ورغم ذلك فإن تصريحات مماثلة تتوالى (...) نعتبر أن هذه التصريحات غير مقبولة إطلاقا".
وعقب إعلان وفاة المعارض الروسي حذرت سلطات موسكو سكان العاصمة الروسية من أي تظاهرات "غير مرخصة".
وقالت النيابة العامة في موسكو إن "تنظيم أي تجمعات غير مرخصة والدعوات الى احداث مماثلة أو المشاركة فيها تشكل تجاوزا اداريا"، محذرة "من أي انتهاك للقانون".
في روسيا، أي انتقاد علني للسلطة يعاقب عليه بالسجن. وفي عدة مدن في البلاد، اصطف روس لوضع الزهور أمام النصب التذكارية لضحايا القمع السياسي في ظل الاتحاد السوفياتي، تكريما لأليكسي نافالني.
وكان نافالني البالغ 47 عاما مسجونا منذ يناير 2021. وقد صدر في حقه في غشت الماضي حكم إضافي بالسجن 19 عاما بعد إدانته بتهمة "التطرف". فقد نقل في نهاية العام 2023 إلى سجن ناء في منطقة قطبية في الشمال الروسي في ظروف بالغة الصعوبة أعلنت سلطاته وفاته.
واعتبرت محاكماته الكثيرة ذات دوافع سياسية ووسيلة لمعاقبته لمعارضته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وقد تركت عملية التسميم التي تعرض لها العام 2020 ونجا منها باعجوبة وأضرابه عن الطعام وفترات طويلة في الحبس الانفرادي تداعيات وخيمة على صحته.
دفع أليكسي نفالني حياته ثمنا لمعارضته فلاديمير وبوتين مع تنديده دونما هوادة بقمع النظام الروسي وفساده وغزوه لأوكرانيا، فتعرض للتسميم وأدخل السجن حيث فارق الحياة الجمعة.