شذرات مابعد العيد !

بقلم: المختار الغزيوي الجمعة 21 يونيو 2024
No Image

مبروك للخضراء ! 

أسعد قوم الله في هذا العيد الذي احتفلنا به منذ أيام هم "شعب الخضرا". 

الرجاويون أهدتهم فرقتهم العالمية فرحا غير قابل للوصف، بعد أن قلبت في الدورتين الأخيرتين من بطولة الدوري المحلي كل المعطيات، وأخذت الزعامة من الجيش، وأرسلت، في مباراة قاسية لكن ضرورية، مولودية وجدة العريق إلى القسم الثاني، وعادت من شرق المملكة باللقب رقم 13.

وقد قلناها قبل نهاية الموسم، ولابأس من إعادتها في ملحوظة اليوم: التشويق الذي صنعه فريقا الرجاء والجيش هذه السنة منح بطولتنا طعما آخر، جعل الكل يتابعها، ونحن نساند تقوية فرقنا الوطنية الكبرى لكي يشتد التنافس الكروي الشريف بينها حول الألقاب المحلية، ولكي تمنحنا المزيد من اللاعبين الذين لازلنا نحلم يرؤيتهم يعززون الفريق الوطني، رفقة المحترفين القادمين من مختلف دوريات العالم. 

هذا الحلم مشروع، وهو أساس حقيقي في تطور كرة القدم المغربية: أن يحملها مغاربة العالم ومغاربة الوطن إلى تفوق دولي وقاري هي قادرة عليه، وتستحقه، ويلزمنا فقط فك النحس الإفريقي الملازم لنا في كأس إفريقيا، والتخلص من عقدة يتيمة إثيوبيا، وبعدها سترون…

في انتظار ذلك مبروك مجددا لشعب الخضراء، وللرجاء صانعة هذا الفرح في جزء كبير من الدار البيضاء، وفي أجزاء عديدة من المغرب، وبقية أنحاء العالم. 

 

مناظرة الجبابرة ! 

رأيت أحدهم يقترح على أحدهم "فهاد العجب" المسمى الأنترنيت أن يقيما مناظرة بينهما حول الصحراء المغربية. 

تذكرت أين سمعت أول مرة كلمة "مناظرة"، وتذكرت من كان فيها، وقارنت الحال بالحال. 

شعرت بحزن غريب فعلا، فقد هزلت حتى بدا من هُـزالها كلاها، وحتى سامها كل مفلس. 

الخلاصة: لاسامح الله من اخترع الأنترنيت، وكفى.

حرب ضد الحياة! 

عندما تضبط نفسك متلبسا بمحاربة مهرجان موازين (الذي سينطلق اليوم الجمعة بالمناسبة)، لأنك لاتحب الموسيقى والغناء والرقص، وتعتبر هذا الخليط "عفنا"، و "قلة حياء" و "فسقا وفجورا" وما إليه، ومتلبسا بمحاربة مهرجان "بيلماون" الذي تشتهر به منطقة سوس كل عيد أضحى، لأنك تعتبره "طقسا جاهليا"، و "فسقا وفجورا"، هو الآخر، وعودة إلى تقاليد الوثنية وبقية الأوصاف الجاهزة، ومتلبسا أيضا بمحاربة الذهاب إلى الشواطئ في الصيف، لأنك تعتبر كل المغاربة وكل المغربيات الذين يسبحون"فجارا فاسقين"، عليك أن تعيد بعض الحسابات الصغيرة في رأسك، ومع داخلك. 

عليك حقا أن تطرح السؤال عن مكمن الخلل فيك، الذي يجعلك ترى في كل شيء الفسق والفجور، ولاترى في كل مظاهر الحياة العادية هاته علامات الفرح والرغبة في المقاومة بالموسيقى، بالغناء، بالعيش، ضدا في هاته الدنيا الفانية التي لاتدوم منها إلا سويعات الهناء التي يمضيها الإنسان فيها. 

البعض، من باب حسن النية وعدم المعرفة ربما، يعتقد أن كل هاته الأمور تتعارض مع الدين، وذلك بسبب البعض الآخر المتسلح بسوء النية، وبالتطرف المقيت البعيد تماما عن الطبيعة المغربية المتسامحة والمحبة لآيات العيش كلها، الذي يفسر الدين على هواه، والذي يريد تصوير العقيدة باعتبارها عدوة لكل علامات الفرح. 

لاتصدقوا هؤلاء البائسين البؤساء، دينكم أرحب من ضيقهم بكثير، ورحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وهي عزاؤنا وسلوانا، والترياق الذي نواجه به هؤلاء القانطين.

عيشوا حياتكم علما بكل حب وجرأة، ولاتصدقوا المنافقين الذين يرتكبون في السر عكس مايصرخون به في العلن على الدوام. 

كونوا واضحين مع أنفسكم، كونوا فقط مغاربة، وستتغلبون بسهولة على هؤلاء الغامضين الملتبسين.