من هنا ومن هناك…تريكة والباك والمقاطعة رقم 19

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 28 يونيو 2024
No Image

غباء إخواني ! تستطيع أن تتضامن مع فلسطين ومع أوكرانيا في الوقت ذاته إذا كان لديك قلب سليم، وعقل أسلم. اللاعب المصري الجيد سابقا في الكرة، السيء للغاية في الشعبوية عبر "بي إين" حاليا محمد أبو تريكة، لم يفهم هذه القاعدة على بساطتها، وقدم وصلة من "الردح" المخجل يوم الأربعاء الماضي قبيل اللقاء الأخير لأوكرانيا في كأس أوروبا.

محمد الهارب من بلده مصر منذ انكشاف أمر تمويله لتنظيم الإخوان المسلمين، خلط بين كل الأشياء الممكن تصور وجودها فوق سطح الأرض، ووجد نفسه في لحظة من اللحظات، وهو يدعو الله في المباشر أن تقصى أوكرانيا. "علاش بالسلامة؟" لأن الغرب المنافق، مثلما قال بوتريكة يتضامن معها ولايتضامن مع فلسطين!!!!

تصوروا أين وصل الذكاء الإخواني بالمبتلى به. محمد، كنت لاعبا رائعا وأنت في الميادين، بعدها أصبحت مجرد مهرج حزين يدعي أن ألمانيا متخلفة عن الدول العربية، أو يدعو الله بكل بلاهة أن تقصى أوكرانيا . محزن وكفى، لكنها "تإخوانيت" القاتلة، وتلك آثارها وبقية الأعراض.

الباكالوريا ! 

لازالت شهادة الباكالوريا لحسن الحظ قادرة على أن تعني لأسر مغربية كثيرة، شيئا ما، وهذا أمر طيب في زمن فقدت فيه الدراسة والعلم والقراءة كل قيمة، وأصبح الجهل يفاخر الأمية بغبائهما معا.

مرة أخرى تفوقت المؤنسات الغاليات، بناتنا على الذكور في الحصول على أعلى النقط، ومرة أخرى أكدت فتياتنا أنهن الأذكى والأنجب والأكثر نبوغا. 

الأمران معا مفرحان ويثلجان الصدر: لازالت للباك قيمة، وبناتنا يقلن مجددا لناقص العقل والدين الذي يقلل من قدراتهن "إخرس" بكل علم وأدب. 

المقاطعة رقم 19! 

هذه هي الدعوة رقم 19 لمقاطعة مهرجان "موازين" الذي وصل دورته رقم…19.

كل سنة يظهر من بيننا أشخاص يجدون مبررا ما للدعوة لمقاطعة هذا المهرجان دون بقية المهرجانات الأخرى. 

ذات عام قالوا لنا إنه يتزامن مع امتحانات الباكالوريا ويمنع صغارنا من التركيز. 

"واحد العام"، صرخوا وقالوا "كيف تأتون بإلتون جون (نعم الكبير فنيا وإنسانيا إلتون جون) إلى بلادنا أيها الأوغاد". 

في سنة أخرى أخرجتهم الجميلة رغم السن جينيفر لوبيز عن طوعهم، وترنحوا في كل مكان وهم يولولون ويصرخون "لماذا ترقص هكذا هاته اللعينة؟". 

في مرة من المرات، ولعلها سنة 2011، قالوا لنا "موازين يتزامن مع الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، "عافاكم وقفوه". 

وذات يوم غنوا لنا أمام باب المهرجان الأغنية العجيبة "فلوس الشعب فين مشات؟ فموازين والسهرات"، مع أن ميزانية موازين لاعلاقة لها بالشعب وهي أموال شركات خاصة تختار دعم الفن بهاته الطريقة، ثم إن الشعب أصلا لاأموال لديه، لكن لاأحد يسمع. 

هذه السنة وجدوا مشجبا جديدا، "علاقة" من نوع آخر حملوها المسكينة وزر عدائهم للموسيقى والغناء والحياة، هي فلسطين. 

استجاب لهم البعض، وسخر منهم البعض الآخر، وقالوا بحزن "فلسطين في القلب، وحزننا بسبب ماتتعرض له من تقتيل لمدنييها الأبرياء بسبب المتطرفين من الجانبين هو حزن صادق، لكننا نعلم علم اليقين أنكم تكذبون حين تطالبون بمقاطعة موازين لأجلها". 

هذه الحكاية لن تنتهي قريبا، وغير مستبعد أن يجدوا كل سنة مبررا كاذبا جديدا، والمطمئن الوحيد في الأمر هو أن المغاربة أحرار ونوابغ، يرفضون الحجر عليهم، ويكرهون الكاذبون، ولاينصتون لمن يقول لهم "إفعلوا كذا أو لاتفعلوا كذا!". 

يتبع إذن…بكل تأكيد.