مصطفى الرميد في شهادة للتاريخ

بقلم: حكيم بلمداحي الاثنين 01 يوليو 2024

في لقاء صحافي مع موقع «صوت المغرب»، أماط مصطفى الرميد، الوزير السابق والقيادي المستقيل من حزب العدالة والتنمية، اللثام عن مجموعة من القضايا المتعلقة بالحركة الإسلامية في المغرب وعن حزب العدالة والتنمية ومواضيع أخرى..

مصطفى الرميد، بعفويته تحدث بشكل مقتضب، لكنه بليغ، عن رئاسة ابن كيران للحكومة وعن جملة من الأشياء المرتبطة بها..

وإذا كان الرميد قد حاول أن لا يفصل في جملة من الأحداث والوقائع، إلا أنه تحدث بوضوح عما تسبب فيه عبد الإله بن كيران من مشاكل، سواء أثناء رئاسته لحكومة العدالة والتنمية الأولى، أو في ما يتعلق بعدم تمكنه من تشكيل أغلبية الحكومة الثانية، وأيضا أثناء رئاسة سعد الدين العثماني للحكومة وما جاء في ما بعد من الفشل الذريع لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة...

لابد من الإشارة أولا إلى أن مصطفى الرميد عودنا في خرجاته الإعلامية وفي تصريحاته على نوع من الصدق في تقديم رؤيته واعتقاداته في العديد من القضايا. وقد برز هذا الصدق في كلامه من خلال تقديمه لمعطيات عن أحداث عاشها وكان فاعلا فيها.. ومهما يكون الاختلاف مع مصطفى الرميد إلا أنه يظل أحد الوجوه السياسية التي مرت في المغرب، والتي تتسم بـ«المعقول»...

الكثير مما قاله مصطفى الرميد في حواره مع الزملاء في «صوت المغرب» يحتاج إلى تفاصيل أكثر لمعرفة ما جرى في مرحلة سياسية مغربية لها ما لها وعليها ما عليها. غير أن الاختزال في بعض أجوبته كشف مجموعة من الحقائق التي كانت حلقة أساسية لفهم ما وقع في مرحلة رئاسة عبد الإله بن كيران للحكومة. وخلاصة الاختزال في أجوبة مصطفى الرميد تفيد بأن التفاصل ستؤدي إلى حقيقة، يعرفها الكثير من المغاربة، لكنها تحتاج إلى التوثيق، وهي أن عبد الإله بن كيران أساء بشعبويته وتصريحاته الغارقة في الذاتية، لرئاسة الحكومة ولحكومة العدالة والتنمية الثانية ولحزب العدالة والتنمية. وهذا يفهم منه ما يمكن إجماله بأن ابن كيران، وغيره طبعا من سياسيي تلك المرحلة، أساء إلى العمل السياسي في المغرب بشعبويته..

مصطفى الرميد لم يتحدث عن تجربة الحكومة بقيادة العدالة والتنمية، فذلك موضوع آخر، لكنه وقف، في جزء من حواره، على التأثير السلبي لعبد الإله بن كيران في التجربة. وقد تحدث مصطفى الرميد على لقاء تعيين ابن كيران في الحكومة الثانية من طرف جلالة الملك، وما دار في جلسة، حضرها الرميد ووصفها بأنها كانت صعبة، حيث إن جلالة الملك نبه عبد الإله بن كيران إلى انزياح تصريحاته المتواترة عن متطلبات رجل يتحمل مسؤولية رجل الدولة. غير أن ابن كيران حسب مصطفى الرميد لم يلتقط الرسالة وسار على نهجه مما تسبب في ما يعرف بـ«البلوكاج» وما تبعه من إعفاء ابن كيران وتعيين سعد الدين العثماني وبقية القصة معروفة. غير أن ما لم يكن معروفا بدقة للناس، ووضحه مصطفى الرميد، هو تشويش ابن كيران على حكومة العثماني وما تلاها من خلق أجواء في حزب العدالة والتنمية مما تسبب، حسب مصطفى الرميد في «تشتيت» الحزب، مما أثر على نتائجه في الانتخابات...

حديث مصطفى الرميد عن عبد الإله بن كيران، سواء بتسميته أو بالتلميح له، سيكون مكتملا إذا ما أضفنا عليه القرارات اللاشعبية التي فرضها ابن كيران ويؤدي المغاربة اليوم ثمن نتائجها. نذكر منها تحرير أسعار المحروقات ورفع سن التقاعد واغتيال صندوق المقاصة، وغيرها من الأمور التي تم اتخاذها بتغول ودون إجراءات مرافقة لها.